الطاولة: هجيب لك القهوة على المكتب.
هتف محرجا: كفاية عليكِ كده، أنا هعمل القهوة بنفسي.
أكدت وهي توليه ظهرها، تغسل الأطباق في سرعة: مفيش أي تعب، أنا أصلا مكنش جاي لي نوم، وكنت لسه مع الشيخ، فضلت ارغي لحد ما قرر النوم أخيرا، بعد ما أكلت دماغه، وتمت المهمة بنجاح.
قهقه ولم يعقب، وما أن أنهت الأطباق، حتى وجدته قد غادر المطبخ، فشرعت في إعداد القهوة.
لحظات وطرقات على باب المكتب، جعلته ينتبه من دخولها وهي تحمل صينية القهوة، التي وضعتها على المنضدة القصيرة جواره في صمت، حتى لا تثير ضيقه، عندما وجدته منغمسا في قراءة كتابه، الذي أغلقه متطلعا لها، ممتنا: شكرا على تعبك.
رفع الفنجال مرتشفا الرشفة الأولى، رافعا حاجبيه في تقدير لجودة المذاق، أصبح على يقين، أنها هي من تصنع له قهوته المسائية، منذ فترة ليست بالقليلة، حتى ولو كانت نفيسة هي التي تحضرها، كانت هي الصانعة، فمذاق قهوتها يختلف تماما عن مذاق قهوة نفيسة، على الرغم من أن البن واحد، لكن المذاق غير، وكأنها وضعت بعض من ابتسامتها الصبوح، التي لا تفارق قسماتها، لتضيف حلاوة خفية لفنجاله المسائي، تنبه لمسار أفكاره، فهتف