لم تفه بحرف، حتى أنه استطرد مازحا: طبعا مش منطقي إني أسألك بتعملي ايه هنا! هيبقى أغبي سؤال فالتاريخ!
ضحكت بعد أن لملمت ثباتها الذي تبعثر لمرأه، بعد غيابه ليلتين عن داره، هاتفة في صراحة معتادة: لا، مكنتش جاية أكل المرة دي، كنت فاكرة إن دادة نفيسة هي اللي فالمطبخ، وكنت جاية اطمن عليها، قبل ما اطلع أنام.
تقدمت خطوات في فضول لتستطلع ما يقوم به، لتجد أنه يثير الفوضى لا أكثر، ما دفعها لتقدم عرضها المغري،
هاتفة في نبرة مترددة: تسمحلي أساعدك.
هتف في اضطراب: أكيد، أنا جعان جدا، مكلتش طول النهار لظروف خاصة، ومش منطقي أقوم دادة نفيسة من نومها، تعمل لي أكل فوقت زي ده!
هزت رأسها متفهمة، وبدأت في صنع بعض الطعام الخفيف، بعد أن أفسح لها الطريق مبتعدا عن الموقد، يجلس
على الطاولة المستطيلة بقلب المطبخ، في انتظار وجبته الساخنة، تعجبت أنه تنازل وتكرم وجلس لطاولة المطبخ لا المائدة الفاخرة بالبهو، كما هو متبع، وكما تقتضي قوانينه وعاداته.
دقائق ووضعت أمامه صحن يتصاعد منه البخار، وتفوح منه رائحة شهية، جعلت معدته تقرقر مؤكدة على تضورها جوعا، فشرع في تناول الطعام في شهية على غير عادته، فقد أصبحت تجلس قبالته على المائدة لتشاركه الطعام،
منذ أمر أبوه بذلك، تكاد أن تقسم، من قسمات وجهه أن الطعام سيء جدا، وهو في سبيله لبثقه لا ابتلاعه، على خلاف ملامح وجهه اللحظة، وهو يضع شوكته على طرف الطبق، متنهدا في راحة، لتهتف سلمى مازحة: نرجو إن الخدمة تكون عجبت سعادتك!
اتسعت ابتسامته، مؤكدة على رضاه، لتهتف هي وابتسامة مماثلة على شفتيها، وهي تحمل الأطباق الفارغة عن