ابتلعت سلمى غصة استقرت بحلقها، لا رغبة لها في البكاء تأثرا، وسألت من جديد في حيرة: هو الحب صعب كده!
ابتسم الشيخ من بين دموعه، هامسا وهو شارد فالفراغ قبالته: الحب هو الشهد المر، والمر الحلو يا بنتي، جمر بالصدر ما بتنطفي ناره لليوم..
حل الصمت من جديد، لتقطعه سلمى رغبة في الخروج من دوامة الوجد التي سقطت فيها مع ذكريات الشيخ،
متسائلة في مرح: وفين مكان أم أيوب، فين دور برلنتي هانم من الحكاية دي كلها يا طويل العمر!
صمت الشيخ قليلا، قبل أن يهتف مؤكدا في نبرة احتارت في تفسير معناها: أكيد دورها موجود، وجودها أصل الحكاية.
هتفت سلمى في فضول: إزاي!
ابتسم الشيخ متثائبا: لا، يكفي ل ها الحد ، أنا نعسان.
نهضت سلمى هاتفة بابتسامة، وهي تهم بمغادرة الغرفة: نوم العوافي..
أغلقت الباب خلفها، وقد أدركت أن الوقت قد تأخر بالفعل، والكل قد خلد للنوم، ما دفعها لتقرر الصعود لغرفتها، لكن وهي في طريقها للدرج، سمعت صوت صادر من ناحية المطبخ، فاعتقدت أن نفيسة ما زالت مستيقظة،
فتوجهت نحوه في حماسة، هاتفة في مرح بقصد اخافتها: عفاريت الليل اللي بتخبط فالحلل، لو اللحمة نقصت حتة هبلغ صحاب الفيلا إنك…
توقفت متسمرة موضعها، وهي ترى أيوب يوليها ظهره، يقف يصنع لنفسه على ما يبدو طبق من طعام ما، والذي هتف ساخرا، وهو على حاله، لم يستدر حتى لمواجتها: دي طقوس خاصة بتعمليها قبل دخولك المطبخ ولا ايه!