من السباب.
قهقهت سلمى مؤكدة: أساسي..
تنهد الشيخ مؤكدا: بعدها .. عرفت إني ما كنت أريد من الدنيا كلها إلا هي، رحت لأخوها، طلبت يدها، لكن ما وافق، اتقدمت تاني وتالت، وما كان في فايدة، قلت لها ما راح أرحل إلا وياكِ، واتفقنا على الهرب، لكن أخوها الله
يسامحه، لحق بنا، ورجعها وتركني وأنا كنت بين الحياة والموت، بسبب اللي حصل لي منه ومن رجاله، لكن كل اللي كان يهمني أعرف عملوا إيه وياها، اكتشفت إنهم حبسوها لفترة، رحت له تاني بعد ما قدرت أقف على رجلي، قلت تكون لي بأي شكل، لا يمكن اتركها بيدهم، لكن اكتشفت إنهم جوزوها لواحد من رجال أخوها.
شهقت سلمى: اتجوزت!
أكد بإيماءة من رأسه: جوزها أخوها غصب، وبعدها عن اسكندرية كلها، ومن يومها ما عرفت راحت فين، رجعت على هنا وقلبي مكسور، وروحي هناك من وقتها.
خيم الصمت، الذي قطعته سلمى بأعين دامعة تعاطفا مع الشيخ، الذي كان التأثر باديا عليه، وكأن قصته الموجعة وقعت بالأمس القريب، لا منذ سنين طويلة خلت، هامسة في تساؤل: للدرجة دي حبتها، ولسه فاكرها لحد دلوقت!
همس الشيخ: اللي كان بينا ما كان حب، كانت أرواح متآلفة، أنا كنت هنا، وهي هناك، وما بين غمضة عين وانتباهتها، لقينا بعضنا على درب واحد، وقلب واحد، لا هي بتفارقني ولا أنا بفارقها، كأنها سكنت روحي وما غادرت للحين، تركت ع القلب وشم باسمها، وع الجسد علامة وجع.
أشار الشيخ لندبة بأعلى ذراعه، كأنها أثرا لجرح قطعي قديم، ناتج عن سلاح حاد.