هتفت المضيفة في نزق: واتيفر، المهم إن مش هيفوت كام اسبوع، وهتلاقيه زي الخاتم في صباعي..
هتفت زميلتها ساخرة، وضحكتها ترتفع في استهانة: أدينا قاعدين وهنتفرج.
هتفت المضيفة بإنجليزية متقنة: طب بصي واتعلمي.
أخرجت من حقيبة يدها زجاجة عطر فرنسي مثير، رشت بعض من شذاها هنا وهناك، وأخرجت على عجل، شيء ما من حقيبة يدها، مهرولة، تعترض طريق ذاك الذي كان في سبيله لقاعة الوصول، هاتفة تستوقفه بنبرة رقيقة مغناجة: كابتن أيوب.
توقف ولم يستدر نحوها بعد ندائها الثاني، ما دفعها لتمد خطواتها لتقف قبالته، هامسة له بنفس النبرة المدلهة: كابتن أيوب، حمد الله بالسلامة.
هز رأسه دون أن يجيب بحرف، ملامح وجهه الصارمة، ونظرات عينيه الحادة، مختفية تماما خلف نظارته الشمسة
التي لا يخلعها إلا فيما ندر، وكذا مقدمة كابه الرسمي الذي يعتليه رمز النسر المحلق.
ساد الصمت المتعمد من قبلها لبرهة، حتى قطعته بنبرة رقيقة، وهي تمد له كفها في هوادة مدروسة، مقدمة له إحدي الروايات: اتفضل، أنا قريت الرواية دي، وعجبتني جدا، ولما عرفت إن حضرتك قارئ جيد، قلت أهديها