كنت لي بمثابة الحياة..
آرى العالم من حولي من خلال نافذة عيناگ…
احببتگ بكل نبضة ينبض بها فؤادي..
كنت لي بمثابة الحياة، فنيت روحي من اجلگ، وتحملت من أجل البقاء بجوارگ الكثير والكثير… لكن حين يتعلق الأمر بكرامتي وعزة نفسي .. فـ يلهگ كل من حولي حتى انقذ ما تبقى لي كرامة… ؟!
واقفة “غزال” تنتهي من أعداد الطعام لزوجها بكل ما في وسعها لتنتهي منه، وصراخه المفتعل يزيد من توترها، أغلقت عن عجل عيون الموقد على الطعام دون ان تتأكد من تمام نضجه، ثم غرفته في الوعاء المستطيل، واخرجته و وضعته على المائدة، ثم ذهبت لتجلب باقي اصناف الطعام، كل هذا تم في دقائق تعد، وعندما جلست بجواره، وكادت ان تمد يدها لتتناول الطعام، لكنها واجهت موجه من غضبه وثورانه المتكرر في وجهها، قالبًا للطعام امام نظرات ذهولها، ثم نهض واقفًا غاضبًا، معنفها بطريقته المعتاده وبعصبيه قائلا بعد تذوقه:
– اية القرف ده؟ المحشي يا هانم ني، صوباع مستوي وصوباع الرز ني جواه ميتكلش، ما دام مش بتعرفي تتطبخيه، بتتهببي تعمليه ليه؟
قوليلي بس حاجة واحده فالحه فيها، دي بقت عيشة تقصر العمر.
بكت، فـ البكاء هو سلاحها ولا تملگ سلاح غيره، اعتذرت له وقالت:
– طب معلش هولع النار عليه تاني، كل الفراخ مستوية، وبلاش تقوم من غير اكل.
رمقها بنظرات غاضبه، كل نظره كانت بمثابة سهم قاتل في قلبها، ثم قال بحده:
– سديتي نفسي، هو اللي يشوفگ يجيله نفس، دي بقت عيشة تقرف.
كادت ان ترد لولا ان سمعت صوت بكاء صغيرها، ركضت نحو غرفتها وحملته بين يداها بحنان تسير به ذهابًا وايابًا تهدهده لينام بدون كلل أو ملل، لكنه لم يهدأ من صراخه المستمر، وضعته على فراشه، وبدلت تغير حافضته، لكنه ما زال يصرخ، قامت بأرضاعه، وبعد مدة طويلة هدأ الصغير ونام، تنهدت بتعب و وضعته في مهده بهدوء، وخرجت لتجلس بجوار زوجها قليلا، خرجت بخطى بطيئة على أطراف اصابعها حتى لا يستيقظ صغيرها، وإذا فجأة غيرت خطاها وتوجهت
للمطبخ تعد له كوبًا من الشاي مع قطع من الكعكه، اعدتها له خصيصًا، وحين انتهت من اعداد كل شيء، تقدمت نحوه وعلى وجهها ابتسامتها، ثم وضعتهما على المنضده، ولم يلاحظها، فقد كان موليها ظهره، مغيب عن الوعي في محادثه هاتفيه بجانب الشرفه، تقدمت نحوه لتخبره وما زالت الابتسامة على شفتاها، و لكن حين رمقته سمعت وشاهدت ما جعلها تشعر بأن الأرض تدور من حولها، قلبها ينزف تحت قدميها، شعرت بدوران وكادت أن تقع و كلامه مع أنثى غيرها يحرق فؤادها، بل يحرقها كليًا، شاهدتها وهي تحدثه في مكالمه (فيديو كول)، نعم رآتهما في حالة غرام وهيام لم تشاهدها معه في اعز لحظاتها معه ؟!