رواية أحفاد الجارحي قصة رائعه جميع الفصول كاملة

أحفاد الجارحي

 

ياسين :_متقلقش عرفت كل حاجه وهتساعدني
رعد بخبث :_طب حالا هروح
ياسين بمكر يفوقه فهو الدنجوان :_متنساش الجميل دا
رعد بغضب لتمكن ياسين من كشف ما ينوى لرؤية دينا :_فاكرين ياخويا عن اذنك
وتركه رعد وتوجه لغرفته ليتألق بسراول بني وتيشرت أبيض يبرز عضلات جسده مصففا شعره الأسود ثم توجه لغرفة يارا ليجدها أنهت هى الأخري استعدادها للذهاب
فغادروا على الفور لمنزل آية لتتوق يارا لرؤية شبيه روفان والمتعجرف لرؤية فتاته البسيطة كما يعتقد
***************

close

 

بأيطاليا
دلفت ملك لغرفة المكتب الخاصة بيحيى لتجده يعمل على عدد من الأوراق ولم يبالي لوجودها او يتصنع ذلك فجلست علي المقعد للمقابل له قائلة بصوت غاضب :_على فكرة أنا أعتذرت وكتير كمان
لم يجيبها يحيى وأكمل عمله فقالت بتأفف :_أبيه
رفع عيناه بغضب لها ثم ترك الغرفة بأكملها لتغضب من حالها فلم تتمكن بعد من لفظ أسمه
توجهت خلفه ولكنه لم يجيبها

 

ملك :_ أنا أسفه والله هى بتخرج تلقائي
لم يجيبها وحمل مفاتيح سيارته من غرفته ثم هبط الدرج بقلم آية محمد ولم يعبأ بها
لتصرخ ألما عندما أنحنت قدماها فصرخت صرخه مدوية جعلته يهرول مسرعا لها ليحول بيها وبين السقوط
يحيى بغضب :_انتي ماشيه ورايا ليه ؟
ملك بألم :_وهفضل كدا لحد ما تسمعني والله ما كنت اقصدك كنت قاصده حمزة
يحيى بتسليه :_مأنا عارف
تطلعت له بصدمه فقالت بغضب :_يعني عارف وسابيني اعتذرلك كل شوية
يحيى :_عشان اوصل لهدفي
ملك بستغراب :_وايه هو هدفك
يحيى :_اسمع اسمي بدون أبيه دي
ملك بخجل من نظراته :_هحاول

 

يحيى بغضب :_ نعم لسه هتحاولي
ملك ببسمة بسيطة :_خلاص هقول بس بشرط
انكمشت ملامح وجهه بشكل جميل قائلا بتعجب :_شرط أيه دا ؟
.ملك :_تخدني تجبلي ايس كريم
يحيى بسخرية :_ ايس كريم وهنا !!
ملك :_عندك أعتراض
يحيى :_لا امري لله غيري هدومك وانا بانتظارك تحت
ملك بسعادة وفرحه طفوليه :_احلي أبيه في الدنيا
يحسى بغضب بعدما هبط للاسفل :_مفيش خروج
انفجرت ضاحكه ثم صعدت للاعلي مسرعة
******************

 

أنهي ياسين تدربيه اليومي ثم توجه لغرفته وفي طريقه وقعت عيناه علي غرفة الذكريات الآليمه فتوجه للداخل ثم خطى بكل مكان بها ليشدو ذكريات محفوره بها فاسرع بالخروج حتى لا يتالم اكثر ولكنه لمح شيء ما يلمع أرضا فأنحني ليتمزق قلبه حينما رأي سلسال روفان التى كانت ترتديه بأستمرار
فلمعت عيناه بالحنين ولكنها تحولت لتعجب حينما وجد انها عباره عن قلبا يفتح ففتحها ياسين لتحل الصدمه على تعبير وجهه لتلمع بأشياء مجهوله زرعت الصدمات المتتالية به .

 

إجتماع يارا وعن سيترتب عليه شرخا كبير لتكون قريبة منه وعلي بعد أميال بذات الوقت ؟
هل اكتملت علاقة ملك ويحيى ام ان هناك مجهولا قادم؟
عنيدة ومتعجرف حربا بالكبرياء فهل ستفوز ام ستدوق طعم الخسارة علي يده ؟
فتاة مشاكسه دلفت حياة الادهم لتريه حقائق مخفية كيف ذلك ؟
هل ستسطيع آية ربح قلب الدنجوان ؟!
من تالين ولما تشارك بتدمير عائلة الجارحي ؟!
كيف سيتمكن ياسين من الربح على جميع أعدائه ومن سيدفغ الثمن مقابل ذلك ؟

يتبع….

 

 

فتح القلب الموجود بالسلسال ليجد صورة لروفان وفتاة أخري لم يتعرف عليها ولكنه لم يتلقى بها قط فتعجب لعدم معرفته بها فمن المؤكد ان تلك الفتاة تعني الكثير لها والا لما كانت أحتفظت بصورتها
وضع السلسال جانبا ثم خرج من الغرفة وتوجه لغرفته ليبظل ثيابه
******************
بمنزل آية
إستمعت دينا لصوت طرقات بسيطة على الباب فتوجهت لترى من الطارق بعدما أرتدت حجابها لتتفاجئ برعد وفتاة فى مقتبل العمر ، يحمل بيده مجموعة حقائب
اتت صفاء على الفور لرؤية من الطارق فوجدت دينا تقف ببالهة

 

صفاء ببسمة هادئة :_أهلا يابني أتفضل
وبالفعل دلف رعد اولا وأتابعته يارا بعينا تتلهف لرؤية شبيهة روفان
جلس رعد ولجانبه يارا وكذلك صفاء التى تنظر لهم بأهتمام فقالت لدينا الشاردة بتلك الفتاة فلاول مره ترى فتاة غير محجبه بالواقع :_روحى يا دينا أعملي حاجه لرعد وللقمر
يارا بخجل :_ لا شكرا يا طنط كنت حابه بس أشوف آية لو ممكن
صفاء بفرحه :_طبعا يا حبيبتي
ثم وجهت حديثها لدينا :_ روحى يا دينا نادي لأختك
دينا :_حاضر
وبالفعل توجهت دينا للمطبخ ثم أخبرت آية بيارا ورعد فدلفت لغرفتها وأبدلت ثيابها بقلم ملكة الأبداع آية محمد ثم خرجت لترى من تلك الفتاة .
********************

 

بشركات الجارحي
وبالأخص بالمكتب المخصص لأدهم
كان ينظر للمكتب بشتياق فخطى للنافذة الزجاجية التى تطل على سرح الجارحي المكون من عدد من الشركات ويتوسطه المقر الرئيسي المسؤال عنهم بقيادة الدنجوان
ظل يتأمل المكان بشتياق دام لمده حرمان فستمع لطرقات أعتاد عليها بمكان عمله فقال بصوتا متوازن :_ ادخل
دلفت شذا وهى تحمل القهوة التى طلبها ادهم ثم وضعتها على المكتب قائلة بهدوء :_رعد بيه ساب لحضرتك رسالة يا فندم
صدم أدهم من الصوت حتى أن قسمات وجهه تلونت بلون الغضب لتذكر حديثها فأستدار ليكون صدمتها الكبري ويكون الغضب حفيله .
أدهم بغضب مكبوت بأحتراف :_حضرتك بتعملي أيه هنا ؟
شذا بتوتر :_أنا سكرتيرية أستاذ أدهم

 

أدهم بسخرية :_هو انا ناسي أسمى وحضرتك بتذكريني بيه أنا سؤالي واضح أنتى بتعملى أيه بمكتبي
تمتمت بصوتا سمعه جيدا :_مش بيسمع دا ولا أيه ! ما قولنا السكرتيره
أدهم بغضب :_أنتى مجنونه يابت
شذا بعصبيه :_لااااا مش مجنونه يا عااالم الله والله أنا بنت وعاقله جدا ممكن اكون قلبي ابيض بس دا ميمنعش أني مش مجنونه
تطلع لها أدهم بزهول ثم قال بسخرية :_أنتى قلبك أبيض أنتي ؟!!!!!!
شذا بغضب :_وأنت أيش عرفك كنت شوفت اللون أبيض ولا أحمر دي حاجه ما بيني وبين ربنا
تطلع لها أدهم قليلا ثم أنفجر ضاحكا لم يستطع كبت ضحكاته المتتالية بسبب تلك الحمقاء لا يعلم أتتصنع الجنون أم أنها مجنونه حقا
صمتت شذا قليلا تتطلع له بخجل فقال هو من وسط ضحكاته :_أوك بدءت أقتنع ممكن بقا تفهميني رسالة رعد
شذا ببلاهة :_ها رسالة أيه ؟هو أنا مش هطرد ؟!
جلس أدهم على المقعد والضحكه تملأ وجهه بسبب تلك الفتاة فنجح بكبتها قائلا بمكر :_لسه هفكر بالموضوع
شذا :_طب لحد ما تفكر رعد بيه بيقول لحضرتك أرجع القصر عشان ياسين بيه عايزك

 

أدهم بستغراب :_عايزني انا !مأنا كنت عنده من ساعتين مقالش ليه ؟!
شذا :_طب هسيبك تفكر براحتك وهروح الم حاجتي
أدهم بذهول :_خدي هنا راحه فين
شذا بستغراب :_هجهز حاجتي أما تعملي ورقة فصلي
أدهم :_ومين قالك أنى هرفدك
شذا بستغراب :_هتسبني بعد ما شتمت
أدهم بخبث :_هو أنتي شتمتي كمان !!
شذا ببسمة حماقة :_مش كتير والله
أدهم :_طب روحى على شغلك بدل ما تصرفي مش هيعجبك
شذا بتذمر “_طب ياخويا هنروح
وخرجت شذا تحت ضحكات أدهم المرحة على تلك الفتاة .
******************

 

دلفت آية للداخل ملقاة التحية الأسلامية بصوتا خجول ليجيبها رعد ببسمة هادئة :_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بعروستنا
أكتفت آية ببسمة صغيرة وجلست لجوار والدتها
رعد ليارا :_دي آية يا يارا يعنى مش هتكوني لوحدك ياستي
كانت نظرات يارا لها بصدمه سرعان ما أختفت حينما نباهها رعد بنظراته ولكن تفهمتها آية على الفور
يارا بصوتا يجاهد للخروج من الصدمة :_أهلا يا آية أنا أخت ياسين كان نفسي أجي معاه بس كنت مسافره بره مصر لجدي
صفاء بتفهم :_ ربنا يشفيه يا حبيبتي
يارا بأبتسامة هادئة :_ميرسي يا طنط
دلفت دينا وبيدها العصائر للجميع ليتزين عين رعد برؤياها امامه حتى أن صفاء لاحظت ذلك
دينا ليارا :_أتفضلي

 

تناولت منها يارا الكوب قائلة بأمتنان :_شكرا
دينا بهدوء :_الشكر لله
وتقدمت من رعد ووضعت أمامه العصير ثم خرجت على الفور
تتابعها بعيناه حتى أختفت من أمامه فقال بتوتر حينما لاحظ نظرات صفاء له :_ياسين بعتنا عشان نوصل لك يا آية الحاجات دي
آية بتعجب :_فيها أيه الشنط دي ؟
رعد :_معرفش أنا نفذت طلبه بدون كلام والا هيكون عقابي عسير
ضحكت صفاء قائلة بصوتا يصاحب الضحك برفقة :_ليه ههههه
رعد :_أي حد بيسال فى الا مالوش فيه بيوقع تحت درسه بعد عنك
ضحكت صفاء وشاركتها بسمة يارا البسيطة
فقاطعهم رعد قائلا :_يالا يا يارا

 

صفاء :_هو أنتو لحقتوا يا بني
رعد :_معلش ملحوقة كمان ساعتين وهتلقينا كلنا هنا بربطة المعلم
صفاء :_ههههه تشرفونا يابني بس سيب يارا معنا وأنت تعال مع ياسين أحنا ملحقناش نقعد معها
يارا بأقتناع :_ايوا يا أبيه أنا هفضل هنا فى أنتظاركم
رعد :_أوك ثم وجه حديثه لصفاء وآية :_ يالا أستأذن انا
وتوجه رعد للخروج فتابعته صفاء للخارج ليخبرها رعد بأنهم سيأتون بالسابعة والنصف كما أخبره الدنجوان
تبقت يارا وآية بمفردهم
فكان المكان ملغم بالصمت لتقطعه يارا قائلة بحزن دافين :_مش عارفه اشكرك أذي على الخدمه الا هتعمليها
آية بتعجب :_خدمة ؟!

 

وضعت عيناها أرضا تستجمع قواتها للحديث ثم قالت بحزن:_ماما وبابا سابوني فى أكتر وقت كنت محتاجلهم فيه مالقتش جانبي غير أبيه ياسين هو كان كل دنيتي أخويا وأبويا وأمي وكل حاجة
كانت آية تستمع لها بحرص واهتمام ودمع حارق يتلئلئ بعيناها
فأكملت يارا بدموع :_كانت ديما الأبتسامة مش بتفارق وشه وسعادتي لما كنت بشوفه هو وأبيه يحيى مع بعض
أغمضت عيناها بحزن لتسترسل بألم :_السعادة دي أتدمرت لمجرد دخول البنت دي حياتنا مش عارفه هى كانت عايزه أيه بالظبط بس كل دا كان بيختفى لمجرد اني كنت بشوف ياسين سعيد بيها لكن حتى بعد موتها مرتحتش أخويا بيتعذب كل يوم بسبب الشك الا زرعته البنت دي في قلبه تجاه أبيه يحيى فبالنسبه للانتي هتعمليه فهو ليا خدمة وجميل عمري ما هنسهولك يا آية

 

آية بحزن عليها “_هحاول والله متقلقيش ان شاء الله سوء التفاهم هيتحل
يارا :_يارب
دلفت دينا لتقطع حديثهم ببسمتها المرحه قائلة بمرح :_كدا خلاص مرء العدو وبقينا أحرار
لم تفهم يارا ما تريد دينا قوله بقلم أية محمد رفعت ألا عندما خلعت حجابها والجلباب الاسود الفضفاض لتجلس براحة قائلة ليارا بجدية مصطنعه :_البطاقة يا شابه
آية بغضب :_تاني يا دينا
دينا بغرور :_بس يا بت ركزي معسا يا رورو وهاتي البطاقة
أنفجرت يارا ضاحكه ثم انصاعت لها واخذت تخبرها بما تريد .
أما آية فجذبت الحقيبة بالغرفة المجاورة هى وصفاء لتتفاجئ بفستان من البنفسج يسري العين بمنظره الجذاب مطرز بالدهب من الماركات العالمية وحجابا دهبي اللون وأكسسورات مزينه بالذهب والبنفسج تنسجم مع الفستان
سعدت صفاء كثيرا وشعرت بأرتياح لأختيارها المثالي لأبنتها
أما آية فلم تشعر بسعادة تغمر قلبا مبهوت لعلمه لم يفعل ياسين الجارحي كل ذلك
***************

 

بأيطاليا
كان يتأملها بسعادة وهى تتناول الأيس كريم بفرحة طفولية مازال يلتمسها بها فشرد قليلا بما يخفيه عن الجميع بشأن والده فهو يعلم بعدد الصفقات التى يقوم بها من خلف عتمان فيخشى يحيى أن يعلم جده بذلك فتكون النهاية مصيره والحزن مصير حوريته
ملك ليحيى :_أنا عايزه من دي
لم يستمع لها فقامت لتجلس لجواره وتحدثه مرارا وتكرارا ولكن لا رد
ملك بتعجب :_أبيه يحيى أنت كويس
وضع يديه على رأسه ثم تطلع لها بخفوت لتصفع رأسها بتذكر فيبتسم على طفولتها العفوية
ملك وهى تأكل ما تبقا من الايس كريم :_وقت وقت
يحيى ببسمة جذابه :_ماشي يا ملك أما اشوف أخرتها معاكي أيه

 

ملك بغرور :_اخرتها ايه يعنى خروجه وأيس كريم
ثم قدمت له ما بيدها قائلة ببسمة مرحه :_تخد
تأملها قليلا ثم أبتسم بخبث لرؤية نظرات أعجاب من فتاة تجلس بالمقابل له فقال بمكر :_لا مش عايز حاجات من دي دي بتاعت ناس صغيرة وانتي طفله عشان كدا براضيكي لكن أنا شاب
وعاقل
ووسيم هاا خدي بالك من الكلمة دي كويس
تطلعت له ملك بعدم فهم ثم تحولت نظراتها لغضبا جامح عندما غمز لتلك الفتاة الايطاليه لتأتي علي الفور ويدور بينهم حوار لم تفهمه ملك فتزداد غضبا لتشهق بفزع عندما وقف يحيى وتقدم مع الفتاة لسيارتها

 

ملك بغضب :_أنت رايح فيين ؟
يحيى بمكر :_مفيش ارجعى مع الحرس القصر أنا مش هتأخر
ملك :_نعممم رايح فين بقولك
تقدم مع الفتاة وهى تلحقه بغضب فاجابها بخبث :_هروح معها اشوف ماكس تعبان يحبة عيني لازم اعين الحالة بنفسي
ملك بستغراب:_ماكس مين دا ؟!
يحيى :_الكلب بتاعها مسكين
ملك بغضب وهى تجذب ذراعها منه :_انت مجنون صح
يحيى بمكر :_عيب يا ملك تقولي علي أبيهك كدا دانا أبيه يحيى

 

وصعد للسيارة فغادرت علي الفور فاتبعتها ملك ولكن لم تستطيع اللحوق بها فوقفت بصمت قليلا ثم قالت بغضب :_ماااشي يا يحيى
أخيرا نطقتيها
تخشبت محلها بصمت نعم صوته فعلمت الان مخططه
أستدارت ملك لتجده يقف أمامها بطالته الوسيمه وشعره البني الغزير المتمرد علي وجهه بأحتراف
اقتربت منه بغضب جامح لتقول بعصبيه :_انت مش محترم على فكرة
أقترب منها بعيناه المغمورة بالنسيان لها قائلا بعشق :_وأنا بموت فيكي على فكرة
وضعت عيناها ارضا لتجذب الايس كريم ثم تمضي للأمام بغضب ليبتسم بتسليه علي طفلته الصغيرة
&*****************
أنفضى اليوم سريعا وأتى المساء والموعد المحدد لتصبح آية ملكا للدنجوان

 

بقصر الجارحي
أرتدا رعد سروال بالون الرصاصي وتيشرت أسود اللون جعله وسيما للغاية
كذلك ادهم تالق بحلى أورق اللون فكان جذابا
وعز الجارحي رمز الأناقة تالق بتيشرت باللون البني فكان وسيم للغاية
أما الدنجوان فأرتدا حلى أسود اللون جعلته ملكا للوسامة وعنوان للاناقة المتوجه بأسم ياسين الجارحي فهبط للأسفل ليجد الجميع بأنتظاره حتى عز الذي اخبره ياسين بخطته فوافق على تصميم ظهور براءة أخيه
توجهت السيارات لمنزل محمد بأنتظام ورونق خاص بأحفاد الجارحي
*************

 

بمنزل آية
كانت يارا تجلس مع آية بغرفتها يتبادلان الحديث بسعادة وارتياح وكذلك دينا وشذا التى انضمت لهم بعد محادثتها بآية فعلمت بأمر زفافها من ياسين الجارحي
وحضرت على الفور
قطع مزحات الفتيات صوت آذان المغرب فقامت دينا وشذا مسرعين للصلاة وكذلك صفاء أستأذنت للصلاة مما أثار تعجب يارا فكانت تتابعهم بأهتمام لترى آية أيضا ترتشف المياه وتردد دعاء غريب ثم تتجه للصلاة هى الأخرى
أنهت الفتيات صلاتهم وخلعن الحجاب ثم توجهت صفاء تحضر الطعام لأبنتها الصائمة ، جلست آية لجوار يارا لحين تحضير الفطار
يارا بتعجب :_هو أنتى لازم تشربي مية قبل كل صلاة

 

آية :_لا أنا كنت صايمه
صمتت يارا بخجل من حالها فلأول مرة ترى أحدا يسجد لله لم ترى أحدا من عائلة الجارحي يتوجه لله عز وجل ولكن هيهات ستأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
وضعت شذا ودينا الطعام ثم جلسوا فجذبت آية يارا وأنضمت لهم صفاء
شاهدت يارا جو مملوء بالسعادة والترابط بين عائلة صغيرة ربما لم تمتلك المال ولكنها تمتلك كنزاً ثمين
بغرفة محمد
كان يتناول طعام أفطاره بالداخل حتى لا تخجل يارا من وجوده بالخارج معهم فقام وأبدل ثيابه عندما أستلم رسالة من ياسين بأنهم على وصول .
******************

 

بأيطاليا
علم عتمان سفر عز ويارا المفاجئ فتعجب كثيرا ولكنه لم يلقى أهتمام كثيرا فنقلب عندما علم بأختفاء أدهم جن جنونه وبدء الخوف يتربص بأجفانه فرفع هاتفه يطلب رقمه كثيرا إلي أن اتاه صوته فزفر بأرتياح
أدهم :_أيوا يا عتمان بيه
عتمان بثبات مصطنع :_انت فين يا أدهم ؟وليه مش موجود بالشركة !
أدهم بستغراب :_أنا نزلت مصر أطمن على ياسين وأزور قبر والدتي
عتمان بعتاب :_من غير ما تقولي ؟!
أدهم بستغراب لقلقه الواضح :_بعتذر من حضرتك بس جيت بالصدفة
عتمان بجدية مصطنعة :_اوك خالي بالك من نفسك
أدهم بندهاش :_حاضر

 

واغلق ادهم الهاتف بستغراب من هذا الرجل الغامض له فقطع شروده عز فلم يصعد خلف ياسين ورعد وظل بأنتظاره
عز بستغراب:_أيه يا بني ما طلعتش ليه ؟!
أدهم :_أنت أتعميت يالا مش شايف المكالمه
عز بخبث :_لا شايف يا خويا بس عايز اعرف بتكلم مبيين هاا موزه صح أعترف
أدهم :_موزه أيه يخربيت دماغك دي
صعد ياسين الدرج فتعجب لعدم وجود عز وادهم فهبط رعد ليتفقدهم
عز بمرح :_مالها الدماغ دي مهى شغاله اهو
رعد بسخرية :_مش هيكون عندك رأس أصل أنت وهو لان ياسين هيعمل معاكم الواجب صح الصح
تطلع عز لأدهم ثم لرعد ثم هرول مسرعا للأعلي ويتابعه أدهم وكذلك رعد ابتسم بسخرية ثم لحقهم للأعلي
دلف الجميع للداخل بأستقبال محمد لهم ومعهم المأذون الذي يمتلك شهادة المحاماة
بالداخل
أرتدت آية الفستان لتبدو كحورية البنفسج وحجابها المدهب جعلها كملكة ترتدي تاجها المزين بالحجاب
كانت شذا ودينا يتابعان ما يحدث بالخارج ويتاملون عائلة الجارحي بفضول تام
شذا بتعجب :_أيه دا استاذ ادهم هنا !!!!

 

 

 

دينا بعدم فهم :_ادهم مين ؟!
شذا ؛_دا المدير بتاع ياختي ، ثم أكملت بستغراب :_بس أيه علاقته بياسين بيه
أتت يارا على مسمع هذا السؤال فقالت ببسمة صغيرة :_أدهم أقرب صديق لياسين والدته الله يرحمها كانت المشرفة عندنا بالقصر فلما توفت جدي اتكفل بتربيته وبقا لينا كلنا أخ وصديق هو الوحيد الا عارف اسرارنا لانه مننا فعلا
دينا :_ربنا يديم المحبة بينكم يارب
يارا بابتسامة بسيطة :_يارب يا دودو تعالوا نشوف آية خلصت ولا ايه
شذا :_يالا
وتوجهت الفتيات لغرفة آية
بالخارج
استدعى المأذون آية فتوجه محمد ليجلبها فخطت معه بخجل شديد للداخل
تابعها نظرات الدنجوان المتطفله لجمالها فتلك الفتاة يجعلها حجابها منبع للحوريات نعم لديها جمال خاص يميزها عن روفان لم يعلمه ياسين وكلما حاول يفشل بذلك ، كانت الصدمة مصير عز وأدهم ولكنهم تماسكوا جيدا حتى لا ينفضح أمرهم
كعادة الزواج خطب المأذون المعاملة الحسنة للزوجه وأن عليها طاعته في السراء والضراء أن لم يأمرها بعصيان الله عز وجل وأسترسل حديثه بما يتوجب على الزوجة والزوج القيام به ، فخطفت نظرة سريعة محملة بالسخرية لياسين الذي يراقبها جيدا فأخفضت بصرها سريعا عندما طلب منهم المحامي بالتوقيع فتقدم الدنجوان ووقع بدون تفكير أما هى فوقفت تنظر للاسم قليلا وتعيد حساباتها للمرة الاخيرة فوجدت أسمها يسطر تلقائي بجانب اسمه
وقع علي العقد رعد وأدهم لعدم وجود أحدا لجوار محمد فهو لم يمتلك احد من العائلة ، تم عقد القران وصارت تلك الفتاة ملكا لياسين الجارحي فأبتسم عندما أعلن المأذون زواجهم بأن اقتراب تحقيق هدفه اوشك على التفيذ أما آية فلمعت عيناها بالخوف من المجهول
انصرف المحامي بعدما امر رعد احد الحرس بايصاله وتوجه للدلوف للداخل فتقابل بها وهى تحمل بيدها المشروبات وتتجه خلف شذا ويارا الحملان للجاتو والحلوي ، تقابلت تلك العينان السمراء برومادية عيناه المبجلة بعشق تلك الفتاة ذات العين السوداء فأخفضت بصرها بأزدراء ثم توجهت للداخل فوقف قليلا يستعيد ذاته ثم توجه مسرعا خلفها

 

***********************
بالداخل
كان يلهو بالهاتف فصدم عندما وجدها تقدم له الجاتو نعم هى تلك الفتاة المجنونه الذي قابلها صباحا فشرد بأسترجاع كلماتها ثم كبت ضحكاته ليتلون وجهها بالغضب فتناول منها الطبق مسرعا قبل ان تقذفه بشيئاً ما
أما ياسين فكان يجلس لجوار آية يتحدث مع محمد وصفاء ويعاهدهم على السعادة لأبنتهم ثم طلب من محمد أذن للخروج غدا مع آية حتى ينهى ما يخص الزفاف فوافق على الفور فمن هو ليمنع زوجا من زوجته
وضعت يارا ما تحمله على الطاولة الصغيرة ثم جلست لجوار شذا بسعادة تبادلها الحديث فانضمت لهم دينا وآية ، تعجب ياسين وعز من بسمة يارا الجذابة التى فارقتها لسنوات ها هى اكتسبتها من جديد حتى بقلم آية محمد رفعت أن ياسين لم يرى بسمتها هكذا بوجود روفان
تعالت ضحكات الفتيات وبالاخص يارا ودينا عندما قصت عليهم شذا سر غضبها فانهارت يارا من الضحك وعاشقها المتيم يتاملها بعشق وغيرة واضحه
توقفت دينا عن الضحك عند رؤية تحذير والدها بعيناه وكذلك آية كانت ترسم البسمة بدون صوت
&****************

 

بأمريكا
صدر الأمر من الكبير وأصدر على الفور فأنفجر المنزل الذي يحوي رضا الجارحي (والد رعد وحمزة وملك ) وزوجته فيلقوا مسواهم الاخير ويتزلزل الخبر ليحطم البعض ويفرح ويحزن الكثير ويستغله الاخرون كالدنجوان .

يتبع….

عاد الجميع للقصر بعد قضاء سهرة جميلة بمنزل محمد وصفاء ، صعد كلا منهم لغرفته وبباله افكار وخطط يود تنفيذها والأكثر يشغل عقله بحوريته المميزة عن غيرها
المجنونة (شذا )
والعنيدة (دينا )
والقوية المغلفة بجمال ساحر مختزل بالضعف( آية)
الهادئة بطبعها الخاص (يارا)
والمشاكسة الطفولية (ملك )
كل حورية تخوض حرب مع حفيد من أحفاد الجارحي ليكون الفوز مصيرها او الهزيمة ؟
*****************

 

سطعت شمس جديدة ولكنها حارقه على عتمان الجارحي عندما علم بما حدث بأمريكا جن جنونه حتى أنه لم يهتم بجثمان أبنه وطلب من رجاله البحث عمن فعل ذلك على الفور
لم تتحمل ملك ما أستمعت له من الخدم بمقتل والدها ووالدتها فسقط مغشى عليها ترفض تقبل الواقع الأليم ، لم يشعر حمزة بقدماه تحمله عند سماع ما حدث لوالده فحمل هاتفه والبكاء يتغلب عليه ليطلب اخاه يشكو له احزانه
***************
بقصر الجارحي
فتح ياسين عيناه ليجدها كعادتها منذ الصغر عندما تشعر بخوفا ما تسرع لأحضانه وتتشبس به كالطفل الصغير
تطلع لها ياسين قليلا ثم رفع معصمه ليزفر بغضب لتاخره عن المعتاد
ياسين بصوتا حنون :_يارا
يارا

 

يارا بنوم :_امم
ياسين :_يالا على جامعتك
يارا بكسل :_مش هحضر المحاضرة دي
ياسين بجدية لا تحتمل النقاش :_أنا قولت أيه ؟!
يارا بتأفف وهى تنهض عن الفراش:_حاضر
وتوجهت لغرفتها بعين شبه منغلقة لتصطدم به .
عز بستغراب :_يارا راحه فين ؟!

 

يار بنوم :_ رايحه اوضتى هغير هدومي عشان الجامعه
كتم ضحكاته على حالها تشبه الطفله المتذمرة عندما تفيقها والدتها للمدرسة فقال بابتسامة صغيرة :_طب البسي وانا هحضر شوية اوراق وبعدين اوصلك بطريقى
يارا :_أوك
وتوجهت لغرفتها بينما توجه عز لمكتب غرفته يجمع أوراق خاصة بالعمل ليجد هاتفه بالداخل وبه أكثر من 30 مكالمة من يحيى فرفع الهاتف بخوف شديد ليخبره اخيه بمأساة عمه فحزن بشدة ولم يستطيع التحدث
**************

 

بغرفة ياسين
ارتدى ياسين بنطلون باللون الأسود وقميص أبيض اللون ضيق من الأعلي يوضح عضلات جسده مصففاً شعره البني الغزير بشكل مثالي ثم جذب هاتفه ومتعلقاته وهبط للاسفل متوجها لمنزل آية .
هبط رعد وأدهم للأسفل ثم جلسوا يتناولون طعام الأفطار وشاركتهم يارا قائلة بمزح :_صباح الخيير على الناس الا مش بتستنا حد
رعد بحزن مصطنع :_أنا أخس عليكي يا يارا دانا منتظرك من ساعتها دا الزفت دا الا بيأكل
أدهم بصدمه :_نعمم أمي الا كانت بتاكل دلوقتي صح ؟!
إبتلع ريقه بخوف ومزح قائلا بأرتباك وعيناه ترتمش بالقاعة الكبيرة :_نهار أسووح أمك فين ؟!!!
أنفجرت يارا ضاحكه ثم جلست تتناول فطورها بفرحة
رعد بستغراب :_هو عز فين يا ؟!

 

أدهم بندهاش :_كان هنا دلوقتي !!
يارا يتذكر :_أنا شوفته فوق من شوية وقالي انه هيجيب اوراق مهمة وهينزل يوصلني
أدهم :_يبقا زمانه نازل
قاطع حديثهم رنين صوت الهاتف الخاص برعد برقم حمزة
رعد بصوت مسموع وهو يتأمل الهاتف :_حمزة غريبه !
كاد أن يجيب ليجد يدا قوية تلقى بالهاتف بقلم آيه محمد رفعت أرضا فتطلع بأستغراب ليجد عز يقف والأرتباك حليفه
رعد بتعجب :_فى أيه يا عز ؟!
عز بتوتر :_مفيش يا رعد انا بس محبتش حمزة يعكنن عليك على الصبح كدا بدمه التقيل دا
ادهم بمزح:_بصراحه معاك حق هههه الواد دا كارثه متنقله
رعد بشك :_أيه الا مش عايزاني اعرفه الحركات دي متمشيش عليا وانت عارف كدا كويس
عز بتوتر :_حركات أيه بس بلاش هبل أنا قولتلك أنى ..

 

وكاد ان يكمل باقي جملته ولكنه كف عن الحديث عندما أستمع لصوت الهاتف الرئيسي للقصر
وزع رعد نظراته بين الهاتف وبين ملامح عز المرتبكه فزرع الفضول بقلبه لمعرفه ماذا هناك ؟!
توجه للمنضدة وعز لخلفه قائلا بخوف شديد :_بلاش يا رعد بلاش
رعد بستغراب :_ فى أيه يابني وسع
أدهم بتعجب من تصرف عز :_هو ايه الا بلاش ؟!
يارا بخوف :_عز فى أيه
عز بحذم :_ مفيش حاجه بس مش حابب رعد يكلم الواد دا مش اكتر
رعد بشك :_أبعد عن طريقي يا تقولى مخبي أيه ؟!

 

 

لم يتمكن عز من التحدث فابتعد من طريقه ليقترب من الهاتف ويستمع لصوت أخيه الباكي فيشعر بأن العالم أصبح خالي من حوله هل فقدهم للأبد ؟!لا لم يستطيع رعد تقبل تلك الحقيقة فجلس على المقعد بأهمال ودمع يلمع برومادية عيناه التى اصبحت داكنه بفعل الحزن الذي أغلق قلبه وجعله كالحجاره السوداء
أدهم بفزع لرؤيته هكذا :_رعد فى أيه ؟
يارا بخوف :_أبيه رعد أنت كويس
لم يجيب أحدا وأكتفى بالصمت فأقترب عز منه قائلا بحزن شديد :_البقاء لله يا رعد ربنا يصبر قلبك
أغمض عيناه بعدم تصديق لا يعلم ما ينبغي فعله البكاء أما الصمود لأجل أخاه وشقيقته هرول رعد من أمام الجميع لغرفته وأغلقها جيدا ليحطم جميع ما بها كما حطم قلبه لا طالما أرد أبيه السلطة والمال فتركهم وغادر لدولة أخرى دون الاهتمام بهم كان هو وشقيقه اخر اهتماماته لم يكلف نفسه عناءا للسؤال عنه حتى بعد وفاته لم يتمكن من توديعه ولا رؤيته أرد أن يخبره شيئا واحد لا أكثر هل أخذ شيئا مما جمعه بدنياه ؟!!!
ترك الحياة كما دخلها بدون أي شيء جمعه وحصل عليه ألما يكن هو وشقيقه الأولي بوقته الذي ضاع هباءا

 

 

جلس رعد وسط المرآة المحطمة لقطع صغيرة كحال قلبه الممزق يملئ الجرح جدران قلبه الموجوع فجعله غير قادر على التفكير أو حتى التنفس
*******************
وصل السائق امام منزل آية فرفع ياسين هاتفه حتى يخبرها انه بالاسفل ، فأتاه صوتها المتردد بالأجابة بقلم آية محمد رفعت فقالت بصوت منخفض :_السلام عليكم
ياسين :_وعليكم السلام أنا تحت بانتظارك
وقبل أن تجيبه أغلق الهاتف مباشرة فجعل الغضب يتمكن منها للغاية فحملت حقيبتها ثم توجهت للاسفل بعدما حصلت على أذن والدها بالهبوط

 

 

*****
بالأسفل
كان يجلس بالخلف وبيده الحاسوب الذي لا يتركه بأي مكان حتى بسيارته الخاصة ، فتابع الحاسوب باهتمام ولكنه توقف عندما شعر بخفقان قلبه نعم شعر به مرة من قبل ولما يعلم سبب ذلك فتطلع من نافذة السيارة ليجدها امامه
تعجب ياسين كثيرا ولكنه ظل يتأملها بصمت وأعجاب يتزايد من خلف قناعه الخفى النظارات السوداء الرفيقة لحماية عيناه الذهبية
شعرت بالخجل من نظراته فحاولت كبت فستانها الزهري الذي يتطير بفعل الهواء فتقدمت من السيارة ليهبط السائق مسرعا ويفتح لها الباب فقالت بخجل :_شكرا
وزعت نظراتها بين ياسين والسائق بخجل شديد كيف لها الجلوس لجواره

 

 

ياسين ببرود وهو يتابع عمله علي الحاسوب ؛_لو خلصتي تفكير ممكن نتحرك ؟
نظرت له بأزدراء ثم صعدت بهدوء وضعة حقيبة يديها بينها وبينه كحاجز يعيق بينهم تلك الحمقاء لا تعلم ان القلوب كسرت الحواجز منذ أول لقاء
وقفت السيارة أمام أحد المطاعم فهبط ياسين وأتابعته آية للداخل بخجل شديد
جلس ياسين ثم أشار لها بالجلوس فجلست بالمقابل له توزع نظراتها بالمكان بتعجب واستغراب
لاحظها ياسين ولكنه لم يهتم بذلك ففتح حاسوبه الخاص قائلا بصوت منخفض :_مالقتش افضل من المكان دا عشان نتكلم
آية بتعجب :_نتكلم فى أيه ؟!

 

 

ياسين :_فى حاجات لازم تعرفيها
ذى دا
وأدار لها ياسين الحاسوب لتجد شاب فى نفس عمره تقريبا يتشابه مع ملامحه كثيرا
ياسين :_دا المفروض انك تكوني عارفاه اول ما نتقابل هو دا يحيى الجارحي ابن عمي الا حكتلك عنه وطبعا انتي شوفتى الكل امبارح
اكتفت بالاشارة له فأكمل حديثه قائلا بهدوء:_مش عايزك تقلقي من حاجه انا هكون جانبك على طول
آية :_وهخاف ليه قل لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا الا مقدر من الله هشوفه حتى لو كان مين جانبي
ياسين بأعجاب :_أوك نفطر بقا عشان نروح نتحرك
وبالفعل تناولت آية بضع لقمات ثم حمدت الله أما هو فكتفى بأرتشف القهوة وهو يتأملها بصمت ، قاطع صمت الجارحي رنين هاتفه معلن عن رفيق دربه أدهم
ياسين بتعجب :_أيوا يا أدهم
أدهم بعصبيه :_ياسين تعال هنا فورا
ياسين بخوف :_فى أيه ؟!

 

 

قص له رعد ما حدث ليجذب ياسين متعلقاته بسرعة كبيرة ثم توجه مسرعا لسيارته التى جهزت سريعا بأشارة صغيرة من يديه فأستدار خلفه ليجدها مازالت واقفه فأشار لها بغضب
ياسين بغضب :_واقفه عندك ليه ؟
تناولت حقيبتها وتوجهت للسيارة بقلق على حاله فخطفت بضع نظرات له لتجده يحمل الهاتف بحزن شديد
ياسين بثبات رهيب أثار تعجب آية :_أنت الا ورا الا حصل ؟
لا متفكرش أنك ممكن تخدعني أنا عارف كويس بالصفقات الا تمت من ورا جدي بينك وبين عمى متفكرش أني كنت أعمى أنا اتغضيت عنها بمزاجي عشان ملك ورعد مش اكتر لكن دلوقتى حسابك تقل أووي معيا .
هتشوف وش عمرك ما تحلم انك تشوفه فى أبسط مخيلاتك
وأغلق ياسين الهاتف والهدوء ينساب على وجه برغم صوته المملوء بالغضب يتفوق ياسين دائما بكيفة التحكم بتعبيرات وجهه ، تعجبت آية من الطريق فهو مختلف كثيرا كما سلكوه من قبل ، فزدادت عندما لمحت منزل كبير للغاية لا قصرا لم تراه بأوسع مخيلاتها ، كم مهول من الحرس من الخارج يبدو كالمذهب

 

 

فأرتداها فضول لرؤيته من الداخل
دلفت السياره للداخل وأكملت مسيرة طويلة للوصول لباب يعد الرئيسي للقصر الداخلي فهبط ياسين قائلا لها :_يالا أنزلي
أرتعبت آية وتمسكت بحقيبتها كمهدء لأعصابها المتزيده مما ترأه ولكنه سرعان ما توصل لما يشغل رأسها فقال بلهجة متعصبه :_يابنتي دا مش بيتي لوحدي يارا والكل جوا
هبطت آية ومازال الصراع يهاجمها فصعدت الدرج الكبير للغاية بخوف مازال يجرفها ، ضغط ياسين على شيء ما لم تكتشفه آية فانفتح الباب الرئيسي لترى حديقة داخلية تزين مكان من اروع ما يكون
دلف ياسين للداخل مسرعا فوجدها تخطو ببطئ فزفر بغضب وتوجه إليها جذبا أياها بقوة جعلتها ترتعب منه وتنصاع له للداخل
كانت تتأمل هذا الصرح بتعجب شديد ولكنها تحولت لخوف عندما اصطحبها لدرج كبير حاولت التملص من بين يده ولكن لم تستطع فهدءت قليلا عندما لمحت

 

 

يارا وعز وادهم
اقترب منهم ياسين فوجدهم بخارج غرفة رعد والتوتر حليفهم
ياسين :_فى أيه ؟
عز بخوف :_رعد قافل على نفسه من ساعتها ومش راضي يفتح
ياسين بغضب :_ وحضرتك مستاني رجوعي مش عارف تتصرف صح
أدهم _بنحاول من ساعتها
ياسين بعصبيه:_ابعد من وشي انت وهو
وبالفعل تنح عز وأدهم عن الباب ليصفقه ياسين بقدماه بقوة افتكت به ارضا تحت نظرات رعب من آية
دلف ياسين ليجد رعد يجلس بصمتا رهيب على المقعد المتحرك يهزه بعنف وعيناه كلهيب من جحيم فأشار لعز وادهم بالخروج وتركهم بمفردهم فانصاعوا له جميعا حتى يارا اخذت آية لغرفتها بسعادة لوجودها بالقصر
أقترب ياسين من رعد ثم جذب المقعد وجلس لجواره قائلا بهدوء :_وبعدين يا رعد هو دا الحل يعنى ؟!

 

 

تطلع له بقلم آية محمد رفعت بعين ملونه بلون الدماء قائلا بصوت مهزوز :_انا مكسور أووي يا ياسين
ياسين بغضب جامح :_مفيش حد يقدر يكسر أحفاد الجارحي يا رعد فوق
رعد بحزن :_مش مسموحلى انكسر لموت ابويا وأمي
ياسين بقوة :_مش مسموح يابن عمي أنت لازم تكون قوى عشان أخوك وأختك تقدر تقولى مين الا هيدعمهم غيرك ، يا رعد أنا أكتر واحد حاسس بيك لاني مريت بدا وأنا اصغر من كدا بكتير بس مضعفتش ذيك وكنت قوى عشان أختى وانت كمان اختك واخوك محتاجينك جانبهم
تطلع له رعد بأقتناع والحزن يسطر بقلبه فأخبره ياسين بأنه سيطلب من عز تجهيز طائرة خاصه له أكتفى بأشارة للموافقة

 

 

*************
بأيطاليا
كان يجلس لجوارها والحزن عارم بملامح وجه على ما تمر به حوريته الصغيرة ، بدءت ملك بأستعادة وعيها تدريجيا لتجد ان ما عليه واقع أليم فبكت بصوت يزرف الألم بطيغاته
آحتضنها يحيى بحزن في محاولة لتهدائتها ولكن لم يستطيع فبكائها يمزق قلبه
يحيى بحزن :_كفيا بقا يا حبيبتي البكى مش هيرجعهم
ملك بدموع :_مش قادره يا يحيى حاسه أنى هموت
أحتضنها يحيى بخوف شدبد قائلا بغضب :_متقوليش كدا تاني فااهمه
لم تستطع الحديث فاكتفت بالبكاء الي ان خلدت لنوم باحضانه المحفورة بالامان
**************

 

 

سافر رعد لايطاليا ليحضر جنازة والده ويشيع جثمانه الأخير بعد ان امر عتمان الجارحي بدفنه بايطاليا ليكون لجواره فمقره الرئيسي بايطاليا
أما بمصر
فلم يتمكن ياسين من السفر الا عندما يينهى موضوع الشك بداخله فلمعت فكرة استغلال موت عمه لصالحه فتوجه لغرفة يارا ليجد الغرفة فارغه فهبط بالاسفل ليجدها تجلس بحزن وآية لجوارها تحاول مواساتها بكافة السبل
ياسين :_يارا اطلعى على اوضتك وريحى شوية وانا هوصل آية وهرجع
يارا برجاء :_لا سبها معيا شوية
ياسين بحذم :_مش هينفع باباها ميعرفش مرة تانيه
آية :_هو معاه حق يا يارا انا معرفتش بابا بس اكيد فى مرات تانية بأذن الله
وتوجهت آية معه للخارج ليصيلها للمنزل ثم يشير للسائق بأنه سيعود بعد قليل

 

 

***********
صعد ياسين الدرج حتى يصل آية لمنزلها ثم هبط مجددا حينما تأكد من وصولها للأعلي فتوجه لمكان عمل محمد لينفذ باقي خطته
***********
توالى أدهم أدارة الشركات
بمساعدة شذا وبعض الجنون الذي قبله ادهم بغضب وعصبيه شديده لحزنه على رعد وحمزة
*********
توجه ياسين لموقع البناء ثم استدعى محمد ليرى حزن دافين بعيناه فقص عليه ياسين ما حدث لعمه وكيف ستكون حالة جده ان علم بذلك فعليه الزواج مسرعا من آية والسفر ليكون لجواره ولجوار رعد وعز وأنه لم يتمكن من انشاء زفاف لأجل وفأة عمه نعم استغل الدنجوان وفأة رضا الجارحي لصالحه فيتم الزفاف بصمت رهيب حتى لا يشعر بهم أحدا
حزن محمد عندما علم ما حدث لوالد رعد فأشفق عليه كثيرا ودع الله له بالصبر ثم انخدع لطلب ياسين محددا الزفاف غدا بحضور جدة آية وبعض من عائلة زوجته وكذلك ياسين سيكتفى بوجود عز وأدهم ويارا لجواره
شعر بسعادة عارمه لقرب تحقيق أهدافه
**************

 

 

بمنزل آية
ما أن دلفت حتى وجدت دينا خلفها كاللص ففزعت للغاية
آية بفزع :_في ايه يابت الله
دينا بصوتا منخفض وهى تجذبهت لغرفتها :_ادخلي بس كدا واسمعيني جيدا
السؤال الاول ماهو شعورك وانتي ماشيه مع الموز دا ؟
السؤال التاني الي اين كان العزم وماذا تناولتي وهل تغز بيكي بعدما صار زوجك ؟!
آية بصدمه :_كل دي اسئلة !

 

 

دينا :_أينعم وهتجاوبي هتجاوبي مفيش مفر
آية بخبث :_لا فيه
دينا بستغراب :_فين
جذبت آية المزهرية قائلة بغيظ :_دي تعالي
ركضت سريعا للخارج فجلست آية على الفراش تسترجع يومها معه ، نظراته وتحركاته نعم تتذكره ومجرد ذكراه رسمت بسمة على وجهها عندما تذكرت جذبه لها بقوة للاعلي وحينما حطم الباب بقوته الغامضه
فقالت بسخرية :_اه لو دينا شافت الا شفتوه كانت هتخد صورتين وتقولك دا بطل هندي
دينا :_أه ايه بقا الا شفتيه ؟!
صرخت آية بخضة وتطلعت لها بغضب ثم انهالت عليها بالصفعات
*************

 

 

حان الموعد للأعتقال .
فذفت الدعوة للسجن من السجان .
لتلتقي بلهيب وحقدان .
فتنحرق بدوامة الأنتقام .
وتدفع ثمن جريمة لم ترتكبها الحمقاء هل سيشفع لها سر خفى امام الدنجوان ؟!!

يتبع….

سطعت شمسا ذهبية تلمع بشرارة الخداع ولهيب الانتقام
بقصر الجارحي
مرء الليل عليه بتوق من اللهفة لكشف حقائق مدفونه بغموض تام ، دلف لغرفته فرمق الحلى السوداء الموضعة على الفراش بسخرية ولكنه عليه الأبداع بدوره المزيف لتكون تذكرة لرحلة مفتاحها يكمن بيحيى ، توجه للمرحاض ثم أبدل ثيابه ليرتدى الحلى فيظهر بطالة وسيمة محفورة بحزن ذكريات زفافه الأول .
ثم هبط للأسفل ليجد أدهم وعز بانتظاره فأنضم لسيارته الخاصة بتلك المناسبة بالأخص ، أتبعه أدهم وعز بسيارتهم وكذلك الحرس اتابعهم بتركيز لتقديم الحماية التى كلفهم به عتمان الجارحي وخاصة بعد حادث رضا الجارحي
*********

 

 

بمنزل آية
تطلعت على انعكاس صورتها المزينة باحتراف بواسطة مصممة محترفة نجحت فى اخراجها بأبهى طالة بأدواتها الباهظه ، ولكن لم تستطع تزين قلباً مغمور بالحزن والخوف من المجهول على يد هذا الغامض
دلفت دينا بفستانها السكري وحجابها الهادئ كجمالها بفرحة محجورة لوفأة عائلة رعد وتحذير والدها بعدم صنع أي نوع من الغناء احتراما لوفاتهم فكم كانت تتمنى ملأ العالم بأكمله بسعادتها الكبيرة بشقيقتها ولكنها لم تستطع
أتابعتها شذا ويارا فهى لم تتركها منذ الصباح ظلت لجوارها كما طلب منها ياسين لتتفاجئ بحورية بفستانها الأبيض الذي يلمع باللؤلؤ المرصع تحفة فنية من أختيار الدنجوان .
وصلت السيارات للاسفل فصعد الدنجوان للأعلي بطالته الخاطفة للانفاس وكذلك عز وأدهم
فدلفوا للداخل ليتفاجئ كلا منهم بحوريته المزينه بطريقتها الخاصة ، استقبالهم محمد بالترحاب فدلفوا للداخل بجو عائلي صغير بعد مبادلة الترحبات والتهنئة الحارة لهم

 

 

جلس ياسين وضعا قدما فوق الأخري بأنتظار رؤيتها وبداخله تمنى لأنقضاء اليوم سريعا والسفر غدا لأيطاليا حتى يكتشف المجهول
*************
بمنزل الجارحي بأيطاليا
دلف يحيى للداخل بعدما علم برفضها للطعام فتحطم قلبه لرؤية دموعها المنسدلة بنيران الفراق المحتوم
جلس لجوارها بحزن دافين قائلا بصوت حنون :_لحد أمته يا ملك
ملك بدموع :_ لحد لما أروح عندهم
يحبى بغضب :_مش قولت بلاش الكلام دا
ملك ببكاء حارق :_الكلام ممكن يسكن الوجع الا أنا حاسه فيه جايز يريحني وممكن لا
جذبها يحيى لتقف على قدماها قائلا بصراخ قوي :_فوقي يا ملك فوقي من الا انتي فيه دا
انا بتعذب وانا بشوفك كدا ومش قادر اعملك حاجه
ملك بصوتا محطم للغاية يشعر بأوجاع محبوبيها :_انا أسفه يا يحيى هحاول

 

 

يحيى بثبات :_مش هتحاولي انتى هتعملي كدا يالا تعالي نتغدا
ملك “_ماليش نفس
يحيى بحذم :_أنا قولت أيه
انصاعت له ملك وجلست أمامه يطعمها بيده المملؤه بالحنان وقسوة بالخفاء
كان يتابعهم بذهول ليرتاعه الراحه بقراره بموافقه زفاف يحيى وملك فخرج لغرفة أخاه الأصغر الذي تمكن منه الرعب فجعله لا يغادر غرفته فكان سجينها
رعد بحزن على حاله :_هتفضل كدا كتير
حمزة بيأس:_والمفروض أعمل أيه ؟!
زفر رعد بحنق ثم قال بعدم فهم هو الأخر:_والله مأنا عارف
تطلع بعضهم للأخر ثم انفجروا ضاحكين فأحتضن رعد اخيه بحزن على حالهم فقدوا الأم بوجودها حتى بعدما رحلت لعالم منقطع عنهم
*************

 

 

بمنزل آية
خرجت بفستانها الملكي لتسحر عيناه وتلهب انفاسه بأنين الذكريات المتعثرة للأخري فتخترق جدران قلبه المتغلف بقسوة ، ولكنه كعادته المتحجرة يعود بوجه صلبا متخشب الملامح لا يعينه احد سوى هدفه المحدد
تقدمت آية مع والدها بأتجاهه لترفع عيناها السمراء فتتقابل مع عيناه المذهبة فيتحدا بمياة تمزج بين الليل الكحيل وصحراء ذهبية اللون
قاطع شرودها لمسة من يده يجذبها لتجلس لجواره فكانت كالمغيبه تتابعه بصمت فجلست بجواره تتأمل الجميع بعين وقلب يرفرف بخوف وأشياء مريبه
مرت الساعات ومازال الحديث متبادل بين الجميع وبالاخص محمد وياسين الذي اخبره بأهمية سفره غذا لأيطاليا حتى يظل جوار رعد وحمزة فهم بحاجة له فوافق محمد لعدم أمتلاكه سلطة على إبنته فهى الآن زوجته ويحق له ذلك
تقدمت يارا من أدهم ثم جلست لجواره تتبادل الحديث بصوتا منخفض ويبادلها ايضا هو البسمة والحديث فزرع الشك بقلب شذا لتتبدل بسمتها لتعاسة لا تعلم لما سببها ؟!

 

 

مرءت الساعات سريعا وآية مغيبة تماما عن أرض الواقع تشرد بمصيرها على يد ياسين الجارحي أنتهت السهرة بتصريح بحرية ياسين للتحكم بها فجذلها من معصمها كأنه يعلن للجميع حبه المتيم لها ولكن بالحقيقه يعلن خضوعها له لتنفيذ مخططاته
انخضعت له للأسفل ثم إلي السيارة وهى كالمغيبة عن الواقع مما زاد تعجب الجميع فلم تدمع عيناها لفراق والدها ووشقيقتها حتى ياسين تعجب للغاية فوزع نظراته بينها وبين دينا الباكية للغاية فتوجه لها بحنان قائلا بهدوء لا يليق بسواه :_ممكن أعرف ليه البكى ؟! هو أنا خاطفها
دينا بدموع مدمرة :_يعنى انت مش هتمنعني عن أختي
تبسم بملامحه الوسيمه قائلا بصدقا جارف :_قبل ما تكون زوجتي فهى اختك ولا يمكن اقدر افرق بينكم ولا اي حد يقدر وبعدين
كاد أن يكمل حديثه ولكنه اتنبه لاهتمام الجميع فأقترب منها بمسافة معقوله قائلا بصوت منخفض زاد صدمتها وجعل وجهها يتورد باللون الاحمر :_هتكوني على طول جانبها بالقصر وعن قريب بس للأسف دي مهمة رعد
تركها وغادر لسيارته بعدما وعلى وجهه إبتسامة لا تليق لاحد سوى الدنجوان
***************
بسيارة ادهم

 

 

كانت يارا لجانبه ، الغضب يقسم وجهها لأبشع صور من النيران لأختفاء عز المفاجئ للجميع حتى أدهم لم يعلم إلى أين ذهب فأخبر يارا بأنه أتاه أتصالا هاما فخرج على الفور ولم يبالي بهتفات أدهم له .
عصف الخوف قلبها من عودته لعادته السيئة بالخمر والمحرمات فذرفت عيناها دمعة حارقة تحمل توترها الزائف على حياتها المستقبليه معه لا تعلم اتسلك الدرب الصواب أم الخاطئ كل ما تعلمه أن الطريق محسوم ولابد منه .
****************

 

 

بمنزل تالين
كان يجلس على الأريكة والغضب يتسلل من قسمات وجهه ليده الطابقة على بعضها بقوة وغضب ود لو زبح نفسه الأمارة بالسوء التى اوقعته مع تلك الفتاة بدءت ملامحه تلين تدريجيا مع خروج الطبيبة من الغرفة فوقف قائلا ببرود :_مالها ؟
الطبيلة بغضب جامح وعصبية أشد :_مالها !!!! بالبساطة دي بتسالني مالها حضرتك معندكش ذرة دم ولا أنسانيه
تطلع لها عز بذهول وزاد الغضب اضعاف ليتحدث بصوتا جارف :_أنتي اذي تكلميني كدا ؟!
انتي متعرفيش انا مين !!
الطبيبة :_ميهمنيش حضرتك مين أنا الا يهمني البنت الا جوا دي
فى ست حامل تفضل من غير أكل يومين ؟!!!!!!
صدم عز وتحل بالصمت القاتل لتتحدث الطبيبة بتأثر قائلة بحزن :_معرفش أيه الا بين حضرتك وبينها يخليها تضرب عن الأكل بس لو هى مش هماك خاف على أبنك الا فى بطنها
وتركته وغادرت ليرجع حديثها بغضب ود أن يفتك بها فتوجه للغرفة مطبقا على معصمه يقسم أن ما أن رأتها عيناه سيقتلع رأسها

 

 

ولكن حدث عكس ما توقعه حلت قوة معصمه عند رؤيتها تسارع للحياة بجسدها الهزيل
جن جنون عز عندما وجدها هكذا فتوجه مسرعا يبحث عن المطبخ وبعد معأناة تمكن من الوصول إليه ولكن كانه يبحث عن مجمع الصدمات
بعدما فتح البراد علم لما توصلت لتلك الحالة المميته فالبراد فارغ ليس به سوى الماء يشدد على شعره الأسود بغضب من نفسه فكيف لها الحياة بدون طعام فأسرع لهاتفه الموضوع على الكومود بالغرفة وطلب من السائق احضار ما يلزم المطبخ والبراد من اشهى الطعام لها
وبالفعل بعد عدة دقائق أمام عز الطلبات التى اخبر السائق بها فأسرع حاملا الطعام للغرفة فأسندها لتتناول ما بيده بلهفة وسرعة كأنها لم تأكل منذ عاما أو عامين مما مزق قلبه نعم لم يكن لها سوى الكرهية فقلبه ملك ليارا ولن تتمكن مهما فعلت الحصول عليه ولكنه إنسان وبداخله ما ينبض بالحزن لحالها
تناولت تالين طعامها ثم غاصت بنوما عميق أبى عز أن يقلقها فأغلق الغرفة وتوجه للخروج حينما وصلت الخادمة التى طلبها من القصر فأتت على الفور .
****************

 

 

بقصر الجارحي
وقفت السيارة أمام القصر فهبط ياسين بعدما اسرع السائق بفتح باب السيارة له
صعد أول درجات القصر العريق فأنتبه لعدم وجودها لجواره فهبط مجددا ليجدها تجلس بالسيارة ولكنها بعالم اخر فعاونها على هبوط أرض الواقع حينما تحدث بصوتا مرتفع :_هتفضلي كدا كتير
هنا أفاقت آية من عالم المخيلات على واقع صريح واقع مجهول صار حقيقة بيد ياسين الجارحي فبدءت تزداد صدمتها حينما تأملت المكان بتعجب فوزعت نظرها بين السائق والسيارة تارة وبين ياسين والقصر تارة أخري كانها تأبي تصديق ذلك !!كيف أتت لهنا ؟؟!
هل عاونتها قدماها لزيارة الجحيم !!!!!!!!!
تأفف ياسين من عدم استجابتها له فجذبها خارج السيارة وأشار للسائق بالتحرك فأنصرف على الفور
أما هو فتأمل زعرها بتعجب فنظراتها توحي كأنها بالجحيم
آية بفزع وصدمة متلاحقة :_أنا جيت هنا أذي مش كنا بالييت
تطلع لها قليلا ثم قال بثباته الملازم :_أديكي قولتيها كنا
دلوقتي أحنا في بيتنا
امتلأت عيناها بالدموع لسماع ما يخبرها به فأقترب منها قائلا بحذر :_هنتكلم هنا !!
تراجعت للخلف بخطوات مرتباكه ليتقدم هو قائلا بحذم :_هتطلعي ولا أشيلك
جحظت عيناها بشدة لتركض للداخل بخوف شديد فأرتسمت بسمة بسيطة على وجه الدنجوان فأتبعها بتسلية لتزداد بسمته اضعافا حينما انحت قدماها عن

 

 

الدرج بسبب طول الفستان الذي ترتدية
جلست آية على الدرج بألم ترى ما بقدماها لتتحاول نظراتها لياسين الذي يقترب منها ببسمة مغرية
أقترب منها لتتراجع بظهرها للخلف فأنحني ليقابل وجهها بملامح تحمل الالغاز لم يفقه احدا من قبل ولن ينجح بفك شفراتها احدا
تخشبت ملامحها وهو يستمتع برؤيتها هكذا ثم قرر اعفائها من تلك المهام التى قد توشك بحياة تلك البريئة التى لم تقوى على محاربته
فقال بسخرية :_ياريت الحركات دي متتعملش بعد كدا لأن يحيى مش غبي وهتتعرفي فى اول يوم وساعتها هتشوفى مني الا ممكن يخليكي تجري بجد
غضب قسمات وجهها جعله يتفهم وصول رسالته جيدا لمسامعها فقال ببسمة هادئة :_كدا فهمتي ذي الشاطرة كدا تسمعيني كويس ياسين الجارحي ليه قواعد وقوانين ممنوع اي حد مهما كانت مكانته يتخطها حتى ولو كانت أختى فحاولي تتجنبي أي حاجه ممكن توصلك لقوانيني والا ساعتها متلميش غير نفسك
كانت رسالة صريحة القاها لها ثم غادر بخطواته الواثقة للأعلي وعيناها تتابعه تلمع بخوف وندم لقبول مساعدة هذا الربوت( آلة الكترونية ) ولكن عليها الصمود وتنغيذ تعليماته حتى تحظو بالحرية والخلاص لها ولعائلتها فحملت ثوبها ثم تقدمت خلفه للأعلي بخوف وزعر
*************

 

 

بمكان أخر يشبه القبر المكبوت
كان يجلس أمامها وهى تنظر للسماء بعيناها القرمزية الفتاكة نعم فقدت القدرة على التحرك والعجز تمكن منها ولكنها مازالت تحتفظ بجزء من جمالها .
كان يتأملها بتشبع وصمت قاطعه قائلا بدمع يلمع ويقسو قليلا ؛_وحشتيني يا حبيبتي بس كدا أحسن بتابعك من بعيد لو حد عرف اني بشوفك هتكون النهاية مش عارف هفضل اتمتع بشوفتك لحد أمته
مسح دمعه فارة من عيناه ثم استرسل حديثه بحزن :_ بس على الاقل فضلت سنين جانبك مش خايف على حياتي من ابوكي بالرغم الا عمله فينا دمرنا ودمر حبنا حرمني منك 25 سنه محدش حاسس بالنار الا فى قلبي محدش كان بيحس بيا غيرك أنتي و
لم يتمكن من نطقها فبكي بصوت مسموع وتلون وجهها بكره لعتمان الجارحي وتوعد بالأنتقام نعم هو السر المدفون ببئر عتمان الجارحي يحتفظ به هذا الرجل ل25 عاما بصمت لاجل رؤيتها
أكمل حديثه بعد معانأة قائلا بدموع غزيرة :_وأبننا الا ملحقتش اتهنى بيه قتله عتمان بدون ذرة رحمة جواه قتل حفيده ودفعه غلطة حببنا
ذرفت دمعة ساخنه ليهرول مسرعا لها بفرحة وبكاء قائلا بمزيج بينهم :_رحاب انتى سامعاني يا حبيبتي
طب حاسه بوجودي جانبك
لم يتلقى سوى الدمع فيزداد اسئلة وحيرة لجوابها الغامض ولكنه تبسم لشعاع امل بصير عاد لحياته المظلمه لخمسة وعشرون عاما
****************

 

 

بقصر الجارحي
وقفت على باب الغرفة تتأمله وهو يجلس على الفراش يحل وثاق ملابسه بحرية غير عابئ بها
ألقى جاكيته زفرا بغضبا جامح ثم استدار بوجهه لها قائلا بسخرية :_يارب يكون باب أوضتي عجبك
انقلبت نظراتها لغضب فدلفت واغلقته تلك الفتاة القوية المغلفة بالضعف تثير جنونه حقاً
توجهت للمرحاض بعدما جذبت اسدالها الأبيض بينما جلس هو يتفحص حاسوبه لحين خروجها
وبالفعل بعد قليل خرجت ليتأملها بتعجب مدفون بالصمت لأرتدائها ملابس هكذا ولكن لم يعنيه الامر
***************

 

 

صعد أدهم لغرفته وبداخله جدال وحروب بين عدة اسئلة تطارده منذ أن كان صغير
لما يعامله عتمان الجارحي المعدم للقلب بتاك المعاملة ؟!
لا طالما خصص له غرفة بجميع القصور التابعة له على عكس والدته لما كل ذلك ؟!!!
لما يشعر بأن هناك امرا مريب ؟!!
لا يعلم بأنه الحفيد السادس لعتمان الجارحي !!
لا يعلم بأن والدته دفعت ثمن بقائه على قيد الحياة حياتها الشبه مميته !!
لا يعلم بأن من قابلت الموت لم تكن والدته بل مجرد خادمة بقصر عتمان الجارحي ؟؟!!
كل ذلك سيجعله وجها من وجوه الانتقام
**************

 

 

دلف للمرحاض ثم ابدل ثيابه هو الاخر فخرج من المرحاض ليجدها تجلس على الفراش بشرود وما أن رأته حتى شهقت بخجل وركضت للشرفه سريعا تعجب ياسين ولكنه لم يبالي وتوجه لغرفته المتخصصة بالملابس وجذب قميصه ثم خرج للفراش المقابل للتراس الخاص بغرفته فوجدها تتأمل القصر بتعجب وأنبهار فغرفة ياسين الأساسيه التي تطل على جميع انحاء القصر بتراسه الخاص
ظل يتأملها قليلا ويتامل بسمتها الجميله لا يعلم فضول ام ماذا ولكن ما يعلمه انه يود مراقبتها بصمت
*****************
بالأسفل
لم تذق النوم وظلت تنتظره طويلا فهدءت ضربات قلبها حينما استمعت لصوت سيارته فركضت مسرعة بأتجاه باب القصر فوجدته امامها
عز بتعجب وهو يتطلع للساعة الموضوعه على جدار القصر :_أيه الا مصحيكي لحد دلوقتي يا حبيبتي !
يارا بنظرات قاتلة :_كنت فين يا عز
عز بهدوء :_ليه ؟!
يارا بتصميم :_جاوبني على سؤالي بهدوء
تطلع لها عز قليلا بنظرات تمط بالغضب ثم اتجه للمصعد غير عابئ بها فتوجهت خلفه بغضب يتزايد كلما ابتعد عنها :_انا مش بكلمك

 

 

فتح باب المصعد وكاد الدلوف ولكنها جذبته بقوة قائلة بغضب :_كنت عندها صح ؟
عز ببرود :_ايوا كنت هناك يا يارا
حلت الصدمه عليها فألجمت لسانها عن النطق وتحلت بالمراقبه لحركات وجهه فهوت دمعه خائنة علي وجهها تاركة اياه وتوجهت لغرفتها أما هو فظل قليلا يعيد حساباته ثم توجه للمصعد الذي توقف أمام غرفته ففتحها ثم اغلقها بضيق فلم يحتمل رؤية دموعها فتوجه لغرفتها ليجدها تجلس على الفراش وظهرها المقابل له
زفر بغضب ثم وضع يديه بشعره كانها يحرر قيوده ليكون بحرية قائلا:_تعرفي يا يارا ايه الا ناقصنا بعلاقتنا رغم انها من سنين مش ايام
لم تتحرك من محلها فقط تستمع له بأنصات فقال بحزن ؛_الثقة
نفسي مرة واحده تثقى فيا لكنك على طول بتحكمي كل الا عندك حكم وتنفيذ مفيش مبرر ممكن تحطيه لحد ودا المشكلة الاساسيه على فكره
تطلع اها على أمل الحديث ولكنها استمعت له بصمت جعله ينسحب ايضا بصمت
€********************€

 

 

مرء الليل ومازالت تتأمل الزهور بالحديقه فأستمعت لطربها اليومي صوت الأمام يعلن صلاة الفجر فدلفت للغرفة بهدوء تتامل ياسين الغافل أو المتصنع لذلك ثم بحثت بكى مكان عن سجادة للصلاة ولكنها لم تجد مما اثار دهشة ياسين فظن انها تبحث عن شيئاً أخر ولكن نظرته انقلبت حينما فتحت آية حقائبها الموضوعه ارضا من قبل محمد وصفاء ثم اخرجت سجادتها ومصحفها الشريف بسعادة ارتواء الام ب قرة عيناها
فخرجت للتراس وادت صلاتها ثم قرأت وردها اليومي على الأرجيحه الموجود بتراس غرفة ياسين ليغلبها النوم فتستلقى عليها .
اتي النهار بشمسا مختلفه على قصر الجارحي بعدما مرءت تلك الفتاة العائلة ليبدء الدنجوان بفتح عيناه فيخرج للتراس ليجدها تعتلي الأرجيحة وتهتز بها كانها تبث ترحبها بتلك الحورية البسيطة
وقف يتاملها بصمت ثم اقترب منها فتستمع له وتنهض مسرعة فختل توزنها لتسقط ارصا متألمة بصوت جعله يخفى بسمته

 

 

آية بصوتا خافت :_ااه رجلي
مد لها يده حتى يعاونها نعممممم فعلها ياسين الجارحي قدم مساعدته لفتاة ؟؟؟؟!!!!!!وتلك الحمقاء رفضت ذلك وأعتمدت على نفسها دون الحاجة إليه فتطلع ليده بغضب ثم تطلع لها فائلا بغضب :_جهزي نفسك عشان هنتحرك
آية بستغراب :_هنتحرك فين ؟
افترب منها والغضب يلون عيناه بلون قاتم مخيف حتى انها التصقت بالحائط ليكون الحائل اها فاتاها صوته قائلا بغضب :_قولتلك قبل كدا متسئليش بأسئلة منخصكيش فاهمه
اكتفت بأشارة من رأسها فكانت كفيلة بجعله يتركها فزفرت بأرتياح كانها نالت حريتها
*فدلفت للداخل مسرعة وأبدلت ملابسها
****************

 

 

بمنزل تالين
بدءت فى استعادة واعيها فى محاولة لتذكر ما حدث ولكن لم تستطع فقامت مجاهدة الاغماء مرة اخري ثم توجهت للمطبخ لتتفاجئ بفتاة تعد لها الطعام
زاد تعجبها حينما اخبرتها بأنها هنا بأمرا من عز
نعم زرع الفرح بقلبها لقرب تنفيذ مخططاتهم والحصول على حريتها من هؤلاء اللعناء ولكن لا تعلم من رسم طريق للهلاك ربما ينهى مصيره أو يصنع له الله مصير أخر يحدده هو !!
****************
هبط ياسين للاسفل وهى معه تتأمله بخوف شدبد واسئلة تدور بعقلها إلي أين الرحيل معه فها قد بدءت رحلة الالتقاء والسفر لايطاليا لكشف مجهول دفن لسنوات واخر دفن لأيام .

والجميع يحول بدائرة الانتقام لبث حق سلب او الوجدان

يتبع….

 

 

قلباً يترقص بطرب الحزن ونغمات الأنين فيغزو بأواصرها فتشعر بالندم فها هى تخطو خطوة بطريقا رسمه لها
كانت نظراتها المتعثرة تجوب طريق السيارة للمطار كأنها تودع به حياتها السابقة الممزوجة بالهناء والراحة وتتقدم من طريقا لا نهاية له فرض عليها الذهاب له بيد ياسين الجارحي
كان لجوارها يجلس بهدوء على عكس ما بداخله فهو صندوقا محكم الغلق لا يستطيع أحد معرفة ما يجول بخاطره
وصلت السيارة أمام المطار فهبط ياسين يتطلع له بغموض فهو له الوسيلة للوصول لمجهولا أرد معرفته وها قد سنحت له الفرصة
هبطت آية هى الأخري ثم أتابعته للداخل بخطوات متعثرة لسرعته بالسير فتوجه للمكان المخصص للطائرة الخاصة ثم صعد فاتبعته بخوفا يجتاز جدارن هذا القلب الضعيف
*******************
بقصر الجارحي بالقاهرة
أستيقظ أدهم ثم أبدل ثيابه لحلى رمادي اللون مصففاً شعره بأحتراف ثم هبط للأسفل ، وتوجه للخروج ولكنه توقف حينما لمح يارا تجلس بحزن دافين والدمع يهوي علي وجهها وضع حقيبته ثم اتجه إليها مسرعا بلهفة فجلس لجوارها قائلا بفزع “_فى أيه يا يارا ؟
رفعت عيناها الملونه بالدمع قائلة بصوت متقطع :_مفيش يا أدهم
_مفيش أذي أنتى شايفه نفسك !
=لازم أتعود على كدا

 

 

أدهم بعدم فهم :_تتعودي على ايه ؟!
يارا بحزن شديد :_على الحزن الدائم يا أدهم عز مش بقيت قادره أفهمه حاسه أنى كل ما بقرب منه كل ما علاقتنا بتنتهى بالبطئ
ادهم :_ليه بتقولي كدا يا يارا
يارا بدموع :_لأن دي الحقيقه أنا وعز علاقتنا مالهاش وجود بدليل أنه لسه بيعرف البنت دي لحد النهاردة
أدهم بهدوء :_أنا مش عارف أيه الا بنكم ولا انتي بتتكلمي عن أيه بالظبط بس الا اقدر اقولهولك أن أساس أي علاقة هى الثقة ولازم تكون موجوده عندك يا يارا هسيبك ترجعي نفسك وأكيد هتلقى طريقك من غير مساعدة حد
وبالفعل تركها أدهم وغادر لعمله وتبقت هى تفكر بحديثه بتمعن واهتمام
******************

 

كان الرعب يطوف بها فجعلها تشعر براهبة تسري بجسدها فتمسكت به تلتمس الأمان ، شعر برعشه تجتاز جسده فأستدار لها فوجد الخوف يفترس ملامح وجهها فأبتسم عندما تذكر طفولته حينما صعد للطائرة أول مرة حينها تمسك بذراع والده برعب حقيقي فيراه الآن على وجهها
تأملها قليلا فكانت مغلقة عيناها بقوة ويدها تشدد على يده فرفع يديه الأخري علي معصمها المرتجف ليبث لها الهدوء والآمان وبالفعل بدءت تسترخ قليلا ففتح عيناها شيئاً فشيء لتعتاد على ما به ولكن الخجل تسرب لوجهها حينما وجدت يديها محصنه بين يده
حصور العشق قد أوشكت على الاقتلاع
ها قد غدوت الايدي محتضنه بعضها بشكل تلقائي فالقلوب قد صارت على عهد أبدي ..
سحبت يدها من بين يده بخجلا شديد ثم جلست بصورة طبيعية تتصنعها هى لتخفى خجلها
لم يبالي بها الدنجوان وجذب الحاسوب بتفحصه بأهتمام
*************
بأيطاليا
كان يحيى بالأسفل يتابع اعماله على الحاسوب لصعوبة الذهاب لعمله بتلك الأيام فعليه المسود بجانب رعد وحمزة وبالأخص معشوقته بحاجة له لجوارها عن أي وقت
كان يعمل بأحتراف شديد ليقاطعه الرعد
رعد :_صباح الخير
رفع يحيى عيناه ليجد رعد فقال ببسمة هادئة :_صباح النور يا رعد
جلس رعد بالمقابل له يتأمل المكان بأشتياق لذكريات مرءت منذ سنوات
تفهم يحيى سر شرود رعد فأعده لأرض الواقع الأليم قائلا بحزن :_مش هترجع تاني يا رعد خلاص أنتهت
رعد :_ممكن ترجع تاني بمساعدة منك
يحيى بعدم فهم :_مساعدتي؟!

 

مفيش مساعدة ممكن ترجع الا الا فات يا رعد علاقتنا أنا وياسين خلاص أنتهت
رعد :_بأيدك ترجعها يا يحيى الكل عارف أن مستحيل تعمل كدا واولهم ياسين بس فى حاجة بتحاول تدريها عن الكل أيه هى ؟
يحيى بغصب :_ مش عايز أتكلم بالموضوع دا
رعد “_لحد أمته هتفضل تتهرب فوق يا يحيى احنا اتدمرنا بالنص بسبب العداء الا بينكم واولنا يارا وعز مالهمش دخل بعلاقتكم دي
يحيى بستغراب :_وايه دخل الا بيني وبين ياسين بيارا وعز
رعد بسخرية :_أنت بتسالني أنا يابن عمي !!
وتركه رعد يعيد حساباته مجددا ولكن لا يعلم ءن حسابات يحيى لن يقبلها احد وخاصة ياسين
*******************
بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
كان العمل مهلك على عز وأدهم بعدما سافر ياسين ورعد فعملوا جاهدين ليتمكنوا من أدارة تلك الشركات بمفردهم
بمكتب ادهم
عمل على عدد مهول من الملفات بعد عناء ساعات طويلة تمكن من الأنتهاء منهم

 

إستمع لصوت طرقات على الباب فسمح للطارق بالدلوف وبالفعل دلفت شذا للداخل وبيدها القهوة التى طلبها أدهم
تقدمت منه لتضعها على المكتب ولكن حدث الغير متوقع أنحنت قدماها بشيء ما فستندت بشكل تلقائي على المكتب لتسقط القهوة على ملفات أدهم بعد معاناة يوما كامل من المراجعة والحسابات
وقف مسرعا يجذب ما يمكن ولكن القهوة اتلفت عدد من الملفات ، كانت تنظر له بخوفاً شديد خاصة أنها تعلم جيدا كم الساعات التى قضاها بهم
حل الغضب على وجهه ليجعل قسماته تتحل بشرارة من جحيم
فقال بغصبا جامح :_أنتى أيه الا عملتيه دا
شذا بصوتا منخفض من الخوف :_أنا أسفه يا فندم كان غصب عني والله
ادهم بعصبيه شديدة :_نعم غصب عنك تضيعيلي شغل بملايين أنتى مجنونه صح وبعدين مين المجنون الا عين واحده ذيك هنا

 

دا شغل مش لعب عيال
شذا بصوت يحمل الوجع بين أحضانه :_من فضلك متكلمنيش بالطريقة دي وبعدين لو مش حابب وجودي ممكن تقول بهدوء وأنا هنسحب بس بلاش اهانه
تطلع لها بغضب شديد ثم جذب جاكيته وغادر تاركها بمفردها بكت شذا وصدى كلماته تتردد على مسمعها فتقدمت من الطاولة تتأمل الأوراق التألفة بفعل القهوة فزدادت دموعها ولكنها توقفت حينما خطرت على بالها فكرة
****************
وصلت الطائرة لأيطاليا
فهبط ياسين وأتابعته هي بأنبهار فلأول مرة ترى مكانا هكذا
صعد ياسين للسيارة التى تنتظره بالخارج فوقفت هى تنظر له تارة وللسيارة تارة أخري فتقدم الحرس سريعا لفتح باب السيارة لزوجة ياسين الجارحي أرتعبت آية من حركة الحارس المفاجئه فصعدت للسيارة سريعا لتكون جوار ياسين
أما هو فكان شاردا بذكريات مرءت عليه هنا مع رفيق دربه يحيى فها قد انقضت الأيام ليلتقى به من جديد
وقفت السيارة أمام مكانا أقل ما يقال عليه جميل فهو صمم ببراعة متقنه فهبط ياسين ينتظرها حتى تتابعه فخرجت بعد ثواني من تأملها المكان
دلفت للداخل خلفه لتتفاجئ بمكانا جذاب للغاية يحاوطه الأشجار من جميع الأتجاهات بشكل مبهر ولكن ما جعلها تتذمر الحرس الذي يطوف بالمكان

 

خلع ياسين جاكيته ثم جلس يرتشف القهوة التى أعدها له الخدم فوقعت عيناه المذهبة عليها وهي تتأمل المكان ببسمة جذابه جعلته يتابعها بأهتمام
قاطع سيل نظراته صوت هاتفه ليعلن عن صوت عداد الغضب فرفعه قائلا بهدوئه الملازم :_عامل أيه ؟
عتمان بغضب :_بتسألني عامل ايه !!عمك مات ومكلفتش خاطرك تيجي تشوف أيه الا حصل
ياسين بثقة :_وأجي ليه والقاتل في مصر
عتمان بلهفة :_أيه هو مين ؟
ياسين بهدوء:_لما اجي هتعرف كل حاجه
عتمان بسخرية :_وحضرتك ناوي تشرفنا أمته
إبتسم بخبث لمعرفة ما يدور بذهن عتمان ولكن الدنجوان يضع خططه مسبقا حتى أنه حدد سفره لمصر ليسهل دخول آية لحياة يحيى
:_أنا بأيطاليا يا جدو 10 دقايق وأكون عندك
ذهل عتمان ولكنه يعلم أنه من الصعب الايقاع بالدنجوان كما لقب فأغلق الهاتف وظل يفكر فى مكيدة للأيقاع بيحيى لمعرفة ما الحاجز الذي وضعه ياسين

 

بالتعامل معه
طلب ياسين من الخادمه ءن تخبر الحرس بتجهيز السيارة فلبت مسرعة ما طلبه
أما هو فصعد للأعلي ليبدل ملابسه .
بحثت آية عن المطبخ كثيرا وبعد صعوبة كبيره تمكنت من العثور عليه فأستقبلتها الخادمه بترحبيات كثيرة لم تفهمها آية لعدم أتقنها أي من اللغات الأنجلش والأيطالية فخرجت سريعا تبحث عنه والرعب يتلون على وجهها لعدم العثور عليه
فصعدت للأعلي وعيناها تتمنى رؤيته لتودد الأمان بأواصرها
وبالفعل بدءت تهدء قليلا حينما إستمعت لصوته قائلا :_أنا هنا
استدارت آية لتجده يجلس علي الفراش بغرفة مقابلة لها يرتدي حذائه ويتحدث دون النظر إليها
ياسين بسخرية :_شوفتى شبح تحت
دلفت مسرعة للغرفة تتأمل ملابسه الغرببة عن الذي كان يرتديه لا تنكر وسامته الفتاكة ولكنها كانت تتذمر من طريقة حديثه الساخر فقالت بأستفهام :_هو انت

 

خارج ؟
رفع عيناه البنيتان لها كأنه يذكرها بقواعد ياسين الجارحي ولكنه وجد الخوف يعتلي وجهها فقال بهدوء :_مش هتأخر ساعه بالكتير وهرجع
أتابعته للسراحة وهو يضع البرفينوم الخاص به كأنه صنع له قائلة بخوف :_ارجوك ما تسبنيش هنا أنا بخاف اقعد في بيتنا لوحدنا
أستدار لها ياسين قائلا ببرود :_والمفروض أني افضل جانب سعاتك ولا مخرجش
حزنت آية من طريقة حديثه فتوجهت للأريكة وجلست بهدوء جعله ينخضع لها فأقترب منها ثم جلس لجوارها قائلا بهدوء :_مش هتأخر وبعدين ممكن تفهميني أيه الا مخوفك الحرس كله هنا
آية :_ ودا أكتر حاجه بترعبني
جذب هاتفه لتستمع له بتعجب
ياسين بحذم :_خالي الحرس ينسحب من المكان

 

ليأتيه الرد الممزوج بالتعجب فيكمل بحذم :_اظن أن حضرتك سمعت أومري كويس أنا خارج كمان 10 دقايق بالظبط مش عايز أشوف غير السواق بس
وأغلق الدنجوان هاتفه ليلمح البسمة تزين وجهها فارتسمت البسمة على وجه هو الاخر
ياسين بأبتسامة لا تليق بأحدا سواه قائلا بسخرية :_أمشى الخدم كمان
قالت بتلقائية :_ياريت دانا نزلت أشرب مفهمتش حاجه خالص هما بيتكلموا أيه بالظبط
وقف ياسين بقلم آية محمد رفعت ثم توجه للبراد جذبا زجاجة المياه لها ثم قال بجدية لا تحتمل نقاش:_الحرس ومشوا وانا ومش هتاخر ممكن اخرج بقا ولا في طلبات تانيه
اكتفت بالاشارة له بخوف فخرج متوجها لسيارته فيستقبله السائق بفتح باب السيارة سريعا
***************

 

بمكتب عز
عمل كثيرا على الحاسوب لمقايضة صفقات ياسين بالخارج ليجد أدهم يدلف والغضب يتمكن منه
عز بستغراب :_فى أيه يابني ؟!
زفر أدهم بغضب :_مفيش الملفات الا بشتغل فيهم من الصعب خلاص
عز بعدم فهم:_يعنى أيه خلاص !
ادهم بعصبيه:_القهوة وقعت عليهم وانا اصلا مفيش دماغ اعدهم مره تانيه
عز :_طب بس أهدا كدا وكل حاجة هتتحل
ادهم بسخريه :_تتحل اذي ياسين لو عرف هبعتلي استدعاء لزيادة ابدية لولدتي
عز :_يا ساتر عليك هنحل كل حاجه قبل ما يرجع

 

وضع يده يقاوم صداع رأسه لأعادة حسابات مجددا فغادر مكتب عز وعاد مجددا لمكتبه حتى يعيد حساباته من جديد
جلس على مقعده لينصدم حينما يجد امامه الملفات موضوعه بشكل منتظم فتفحصها بلهفة ليجد نفس حساباته ولكن بخط مختلف فعلم انه اعادت كتابته من جديد ، خطر بباله ما فعله معها فتوجه لمكتبها بالخارج فوجدها تعمل وأثر البكاء بدى على وجهها فجذب المقعد وجلس مقابلا لها
تعجبت شذا من جلوسه هكذا فقطع تعجبها قائلا بهدوء:_أنا أسف يا شذا كنت متعصب شوية
صدمت شذا فهي لم تتوقع أعتذار سيد عملها فظلت تتأمل حديثه بصمت وذهول
أسترسل أدهم حديثه قائلا ببسمة تزين وجهه :_بس بصراحة خطك عجبني أفضل مني ثم أكمل بخبث :_شكلي كدا هستغلك قريب
إبتسمت شذا بخجل ثم قالت بتوتر :_أنا الا بعتذر من حضرتك مقصدتش ابوظ الدنيا كدا
أدهم بمرح :_سبك بقا من الا فات وركزي في الشغل بدل ما تبوظي حاجه تاني وتبدأ الحرب بينا من جديد

 

انفجرت ضاحكه وبدءت بالفعل تتابع عملها أما هو فحمل الملف وتوجه لمكتب عز مجددا لينصدم مما استمع له
عز بغضب وهو يتحدث بالهاتف :_ الا بعمله دا عشان إبني مش عشانك دا لو كان فعلا ابني من الاساس
وأغلق الهاتف بوجهها ثم استند بيده علي الطاولة بتعب نفسي شديد
دلف أدهم ثم جلس أمامه والصدمه على وجهه لينصدم عز حين رؤيته ولكنه قرر الحديث حتى يرتح قلبه قليلا
*********&*********

 

بقصر الجارحي بأيطاليا
كلن الجميع يجلس بالأسفل
وعلى رأسهم عتمان الجارحي وإبنه احمد يعرض عليه بعض الاوراق الهامه
وعلي مقربة منهم كان يجلس حمزة وملك ورعد ويحيى يباشران الحديث المرح لأخراج ملك مما هى به
كف الجميع عن الحديث والعمل وتأملوا من يقف امامهم بشموخه المعتاد لتتقابل نظرات يحيى معه فكانت كتوقف الزمان ود بها ياسين الأقتراب منه ليرى ماذا يتكون ردة فعله هل سينهى ما فعله بحضن اشتياق لأخيه ام سيعاقبه على شك محفور بقلبه من سردام الماضي
تابع عتمان نظراتهم بأهتمام كبير لرغبته فى كشف السر الذي يحاول ياسين ويحيى اخفاءه

 

تحاولت نظرات ياسين للهدوء حينما لمح نظرات تحذير من رعد فعلم بمراقبة عتمان له
قاطع كم النظرات ركوض ملك لأحضان ياسين بفرحة وسعادة قائلا بدمع اشتياق :_أبيه ياسين
احتضناها هو الاخر بسعادة فلاطالما كانت له الاخت مثل يارا فقال ببسمة صغيرة :_أذيك يا ملك
خرجت من احضانه لتقول بحزن لفقدان والدتها :_الحمد لله يا أبيه
حمزة بسعادة وهو يتجه له :_واحشني يا ياسين
ياسين :_طب منزلتش ليه ياخويا
رعد بمزح :_ينزل فين دا مصدق عشان يهرب من التمرينات
حمزة بغضب :_أنت على طول قفشني كدا يا ساتر عليك
قاطع حديثهم صوت أحمد قائلا بصوتا خالى من التعبير :_اهلا بالدنجوان منور ايطاليا

 

ياسين ببرود :_ايطاليا منوره بيك يا عمي مش محتاجه نور زيادة
كانت كلمات بسيطة ولكنها رسالة ذات مغزي فهمها أحمد جيدا وتنبأ بخوض معركة قادمه
أما عتمان فكان يراقب رد فعل يحيى من ياسين فتقدم يحيى منه وكذلك فعل ياسين تقدم وقلبه يصارعه للأنتقام ولكن عقله امهله وقتا لحين تأكد الحقيقه
احتضن يحيى ياسين وكذلك فعل هو فقال يحيى بصوتا منخفض:_فين الهدية الا قولت عليها
ياسين بسخرية :_متقلقش هديتك هتوصلك بالوقت المناسب
اقترب عتمان منهم ليجدهم يتحدثون ببسمة مرسومه باتقان على وجوههم ففشل فى معرفة ما يدور بخاطرهم
وضع عتمان يده على كتفي ياسين قائلا بغموض :_اتاخرت علينا يا ياسين
ياسين بثبات :_حضرتك عارف مسؤلياتي وخاصة بعد ما أستلمت المقر الرئيسي
كان يتحدث وعيناه تتابع حركات أحمد الجارحي كأنه يخبره بنظراته شيئاً خفي لا يعلمه سواهم
رعد بتأكيد :_بصراحة يا جدو الله يكون في عونه الشغل صعب جدا

 

عتمان بمكر :_خلاص يحيى يسافر مصر يساعده
تطلع يحيى لياسين ثم قال :_وشغلي هنا !
عتمان بسخرية :_أنا وأبوك مش ملين عينك ولا أيه
يحيى بهدوء :_لا العفو يا جدو مقصدش بس
ياسين بمكر :_مفيش بس أنا فعلا محتاجك معيا
حطم ياسين لعتمان ذرة الأمل بداخله لكشف ماذا هناك ؟!
توجه لغرفته قائلا لياسين :_تعال معيا يا ياسين

 

وبالفعل صعد ياسين خلفه ونظراته تتوجه بالنيران تجاه يحيى
**************
كانت تجلس بملل لا تعلم ما عليه فعله خرجت للشرفة لعلها تهدء ولكن حدث عكس ما توقعته شعرت بالملل أكثر فتذكرت الهاتف الذي أعطاه ياسين إياه فركضت للحقيبة ثم اخرجته لتتأمل ما بداخله بعشق ولد حتما للدنجوان الغامض جلست على الفراش تتامل ما به بشرود نعم تملك قلبها ولم تعد تملك السيطرة لطرده خارج قلبها
*******************
بغرفة عتمان
كان يتوق لمعرفة من فعل هذا بأبنه ليخبره ياسين بأن من وراء ذلك عاطف المنياوي
جن جنون عتمان فكيف يتجرء هذا الاحمق على ذلك بعد كل ما قدمه له ؟!
ولماذا فعل ذلك ؟!!
أذن دعوة منه لرؤية جحيم الجارحي فأخبر أحمد أن عليهم الذهاب لمصر فى الحال
تعجب احمد من قراره المفاجئ بالهبوط لمصر ولكن عليه كالعادة أتباعه آينما كان
كانت خطة الدنجوان ناجحة كالعادة فكان بيده الأنتقام من عاطف ولكنه فضل ان يخبر جده حتى يهبط لمصر وتكون امامه فرصة لقاء يحيى بآية
************

 

سافر عتمان وأحمد للقاهرة وتبقا ياسين مع رعد وحمزة بالأسفل ثم خرج حينما هبط يحيى
تلون الحزن قلبه لعدم تفهم ياسين لشيء مجهول
وصل ياسين للمنزل ثم توجه سريعا للغرفة فوجدها تتمدد على الفراش وبيدها الهاتف تنظر له بأهتمام وما أن رأته حتى اخفت الهاتف سريعا
اقترب منها ياسين ثم جذب الهاتف المخفى وراء ظهرها ليجدها تتأمل الصورة الخاصة به
رفع عيناه ليجدها تقتل خجلا فلم يرد ذلك فقال بصوتا لا يعبر بشيء :_غيري هدومك عشان هنخرج
آية بخوف :_هشوفه ؟
أكتفى بأشارة واحده فقط فعرم الخوف بداخلها ليجتاز أوصراها
فتقدمت للخزانه ثم ابدلت ملابسها وخرجت والخوف يفترس فتاة بريئة زرع الخوف بها
تقدم منها ياسين قائلا بهدوء ليجعلها تهدأ قليلا :_منخافيش يا آية طول مأنا معاكي مفيش حد ممكن ياذيكي ولا يحيى نفسه هتعملي ذي ما قولتلك بالظبط أوك
أشارت له بأنصاع فخرجت معه للسيارة التى أتجهت لتحدد مصير ياسين ويحيى حتى هى ستحدد مصيرها

 

وصلت السيارة أمام قصر الجارحي فهبط ياسين وقلبه يتتوق للحقيقة
هبطت آية هى الأخري وعيناها تلمع بالخوف من القادم ثم توجهت معه للداخل
بالداخل
كان الجميع يتناولون طعامهم بجو مشحون بالتوتر للبعض والحزن للبعض الأخر
فدلف ياسين ومعه تلك الفتاة التى جعلت الصدمه تشكل يحيى بأفواه فوقف ينظر لها بعدم تصديق لم يصدق عيناه
كان ياسين يتابع تعبيرات وجهه بتركيز وأهتمام لمعرفة هل هو الجاني أم المجني عليه ؟!
أقترب يحيى منهم بخطوات بطيئة ترفض تصديق ما يراه ولكن هيهات فهو حقيقة ملموسه .
******

يتبع….

 

 

كانت النظرات هي الحائل بينهم إلى أن قطعه الدنجوان قائلا بثبات :_عجبتك هديتي ؟
ملك بصدمة :_روفان !!
حمزة بصوتا خافت:_مستحيل
ياسين بخبث :_مستحيل ليه روفات عايشه ذي مأنتم شايفين
تابع رعد ما يحدث بأهتمام وخوف من المجهول فكم أرد أن تعود العلاقة بين ياسين ويحيى كسابق
أقترب ياسين من يحيى قائلا بغضب مكبوت :_روفان رجعت بس حقيقة الا عمل فيها كدا مرجعتش أول ما صوتها يرجعلها ص
ساعتها هعرف إذ كنت برئ فعلا ذي ما بتقول ولا
وصمت تاركاً نظراته تعبر عما سيكون به يحيى
كان الخوف يرتعد جدارن قلبها من القادم ولكنها أنصاعت ليد ياسين لها وصعدت خلفه للأعلى

 

كان يقف بوجهاً خالي من التعبير عيناه تتابع ياسين وهو يجذبها للأعلي بثبات عجيب ثم تحولت لرعد الجالس بهدوء يثبت للجميع معرفته بما يحدث تقدم منه يحيى قائلا بثبات :_ أنت كنت عارف
لم يجيبه رعد وتجولات عيناه المكان كمحاولة للهروب من أجابة سؤالا هكذا
يحيى بصوت مرتفع غاضب أثبت للجميع خوفه من شيء ما :_رد عليا
رعد بعصبية :_أيوا كنت عارف يا يحيى بس عملت ذي ماهو عايز
ثم أكمل بشك :_وبعدين أنت خايف ليه كدا وأنت بتقول ما عملتش حاجه
تطلع له يحيى بصدمه حتى رفيق دربه الأخر يشك به لم يجد كلمات يتفوه بها فرمق ملك بنظراته التى تترجا لرؤية أحدا يثق به ولكنها خذلاته مثل الجميع فأنسحب بهدوء لغرفته وبداخله توعد لتلك الفتاة بالهلاك
************

 

بجناح ياسين
جذبها للداخل ثم أغلق الباب وتركها قائلا بتحذير :_ذي ما فهمتك أكيد هيحاول بأي طريقة يتكلم معاكي
أشارت برأسها قائلة بحزن :_متقلقش فاكره كل حاجه
ياسين بوجها خالي من تعبيرات الحياة “_تمام عم محمد كلمك ؟
آيه :_أيوا قبل ما نخرج من هناك كلمني هو وماما ودينا
جلس على الأريكة محتضن وجهه بيده قائلا بصوت خافت :_مش عايزهم يحسوا بحاجه
آية بحزن يتحفظ بقلبها لرؤيته هكذا :_متقلقش
زفر لشعوره بغصة تحتل قلبه يرى رفيقه المقرب لجواره ولم يتمكن من شكوى أوجاعه له كالمعتاد يمكث معه بمنزل واحد ولكن القلوب مغلفة بهواجس الماضي والأنتقام

 

تطلعت له آية بحزن يغزو قلبها لتتأكد الآن أنه مآسورة لعشق الدنجوان ولكنه محفور بألاشواك والمصاعب
لم ترد مشاركته بحزن يكمن بوجه يذكره بالماضي فدلفت للغرفة الموجود بها الفراش فالجناح المخصص لياسين كبير للغاية
خلعت حجابها لينسدل شعرها الأسود بحرية فيغدو لنهاية خصرها برشاقة وجمال
ثم أغلقت باب الغرفة وتوجهت للفراش تفكر بحال هذا القلب الذي عشق السجان
بالخارج
ظلت ذكرياتها تطارده خاصة بعد مقابلة يحيى جعل ماضيها يطارده
جلس أرضا بأهمال محتضن وجهه بيده كمحاولة لتخفيف الذكريات ولكن لم يستطع صرخ قلبه بشتياقها صرخ قهرا لفرقها
فلم يجد قدماه سوى التقدم من غرفتها .
**************
بغرفة يحيى
وقف بالشرفة وعيناه تتجول على الحديقة المفعمة بالحياة على عكس حال قلبه المحطم فدلفت ملك والدمع يلمع بعيناها تقترب تارة وتقدم قدماها تارة

 

أخري ولكن غلبها قلبها فتقدمت لتكون على مقربة منه
رفع يحيى عيناه ليجدها تقف والدمع يلمع بالشك فيقتله بسكين بارد دون إحساس بقلباً هوى عشقها المتيم
لم يستطع النظر لها طويلا فغض بوجهه قائلا بغضب :_أطلعي بره يا ملك
ملك بدموع :_عايزة افضل معاك
يحيى بقسوة :_وأنا مش عايز حد أخرجي
ملك ببكاء :_مش هخرج يا يحيى
يحيى ببرود :_أوك أنا الا هخرج
وتركها يحيى بغرفته ثم أنصرف بسرعة جنونيه بسيارته لمكانا منعزل عن الجميع مكان لا يرى فيه حبا وعين تلون بالشك فتقتله بخذلان
جلس أرضا والشرار يتطاير من عيناه فتلمع بالوعيد لروفان تلك المرة أقسم على قتلها وليكن الأتهام .
&***&&&*&***&*******

 

تململت بفراشها لتجده لجوارها يتأملها بحبا وأشتياق لم تفهم نظرات عيناه ولكنها علمت أنه يرى زوجته الراحلة تألم قلبها كثيرا وأردت الصراخ به لتفيقه على واقع صريح أنها ليست روفان بل فتاة بسيطة دلفت لسجن السجان
رفع يديه يتلامس شعرها بحنان حتى هى لم تعلم ما عليها فعله سوى الصمت المعتاد
أحتضانها بعاصفة من الأشتياق لتشعر بنبض قلبه المرتجف من الأنتقام فسحبها لعالمه الخاص حتى أصبحت زوجته أمام الله .
********************
بمنزل محمد
تناول محمد وصفاء طعام العشاء فقامت دينا تنظف المطبخ قبل نومها كالمعتاد فلمعت ذكريات آية بخاطرها فأنهارت بالبكاء المرير هى لها الأخت الوحيدة ومحفظ الأسرار
دلفت صفاء فحزنت لحزن إبنتها فحالها كحالهم جميعاً ولكنهم ألتزموا الصمت لرؤية السعادة بعين آية منذ حديث الصباح معها
أحتضنتها صفاء ثم ألقت على مسمعها الحديث المرح فأبتسمت وغاصت بالمرح هى الأخري
ثم دلفت لغرفتها لتشارك بالحديث مع رفيقاتها شذا ويارا فأصبحت الراوبط بينهم قوية

 

المحادثة كالأتي
شذا :_يا شيخه سيبك هما الرجالة كلهم كدا نكد فى نكد
يارا :_شكلى أبتديت أقتنع 🙁
دينا :_أنا جيت بين كدا فاتني كتير🤔
شذا :_النكد جيه 😂
يارا :_هههه ليه كدا بس دا دودو كيوته جدا 😜
دينا :_بتحفلوا عليا ماشي هستحملكم بس لانكم السبب ان بابا يجبلي فون 😎😀
شذا :_مبروووك أبت
دينا :_الله يبارك فيكي ياختى
يارا :_بنات ما نضيف آية هنا
شذا :_عيب عيب ميصحش البنت في شهر العسل☺☺☺
دينا :_هههههه معندهاش صفحه

 

يارا :_أما ترجع هظبطها 😎😎😎😎
شذا :_ربنا يستر الا بقولك يا يارا هو الاستاذ أدهم دا مجنون 🤔🤔
يارا :_ليه كداا 😱😱😱
شذا :_حصل حتة موقف النهاردة بالشركة 😟
دينا :_طب احكي بقا وبالتفاصيل بموووت فيها 😁😀
شذا :_لا هجيب الشاي وجايه
يارا :_وانا كمان هغير هدومي وجايه

 

دينا :_بأنتظاركم 😏
*****************
بقصر الجارحي
أبدلت يارا ملابسها ثم هبطت للأسفل تتفقد من بالأسفل لتجد أدهم بالأسفل يتناول عشائه
هبطت يارا ثم جذبت المقعد المجاور له
أدهم بتعجب :_أنتى لسه صاحية ؟!

 

يارا :_مش جيلي نوم وبعدين الوقت مش متأخر يعنى
أدهم :_طب ما ينوبك ثواب تأكلي معيا ماليش نفس أكل لوحدي
يار بغرور مصطنع :_طبعا لازم تمسك فيا لاني بمجرد ما أشاركك الأكل نفسك هتتفتح على طول
أدهم بسخرية:_لا دا بجد !!
يارا بتزمر :_بارد
أدهم ببرود:_عارف بس والله عسل
يارا :_مهو بين دا حتى الناس بالشركة مش طايقك وأولهم شذا

 

أدهم بأهتمام :_هى قالتلك كدا !!
يارا بخبث :_أيوا وبتقول أنك مغرور
أدهم بصدمة :_أناااا
يارا بأبتسامة متخفية :_أيوا حضرتك
دلف عز من الخارج ليجدها تجلس مع ادهم فوقف يستمع لهم بصمت
أدهم بغضب :_انا مش مغرور على فكره
يارا بمكر:_عيب يا أدهم بتكدب البنت
تزمر أدهم ثم صعد للأعلي بغضب فأنهمرت من الضحك ولكنها توقفت حينما وجدته أمامها
نظرت له بحزن ثم توجهت للأعلي ، زفر بغضب ثم صعد خلفها ليجدها تجلس بالغرفة وبيدها الهاتف

 

عز بهدوء :_للدرجادي يا يارا
لم تجيبه واكملت عبثها بالهاتف فتذمر قائلا :_مش عايزة تردي عليا ؟!
جذب الهاتف ثم ألقاه أرضا قائلا بغضب :_لما أكلمك تسيبي الا في أيدك وتكلميني
تنحت عن الفراش قائلة بصراخ مكبوت بالبكاء :_ كلام ايه الا فاضل أنا وأنت خلاص لا يمكن نكمل مع بعض أنا كنت فاكره انك اتغيرت لكن للاسف كنت غلطانه جايز دا حب من ربنا انى اكشفك قبل أي أرتباط عشان مندمش بعد كدا
صدم عز من حديثها فقال والصدمة مصاحبة لصوته :_يعنى أيه يا يارا ؟
تحلت بالشجاعة ثم ازحت دموعها قائلة بصوت خالي من الحياة :_يعنى الا بينا خلاص يا عز أنت أخترتها هى يبقا أنا مينفعش أكون فى حياتك بعد كدا
عز بصدمه ؛_أنتى أتجننتي صح
يارا بحزن :_ياريت على الأقل مكنتش حسيت بالوجع الا أنا فيه
عز :_ انتى عايزة تنهى الا بينا بالسهولة دي !!!

 

يارا بدموع :_أنت الا نهيته لما خبيت عليا علاقتك وحملها منك يا عز
صدم عز لمعرفتها بحمل تالين فاكملت هى ببكاء :_أيه كنت فاكراني مش هعرف الا مخبيه عليا
عز بثبات :_مش إبني يا يارا
يارا :_وافرد طلع أبنك ساعتها هتعمل أيه
من فضلك كفيا لحد كدا أنا بموت لما بتخيلك مع حد غيري مش هقدر أتحمل وجودها
أقترب منها لتتبعاد عنه أميال قائلة بتحذير :_أخرج يا عز
عز بحزن مصاحب لصوته :_مستحيل أي حاجة تبعدنا عن بعض حتى لو أنتى طالبتي البعد لأنك ملكى أنا مش ملك حد تاني خاليكي فاكره كلامي كويس يا يارا الفرح هيتعمل فى معاده
وخرج عز تاركها تتحطم لتذكرها مكالمة تالين التى تحمل الوعد القاطع للفراق بينها وبين عز عن قريب
*******************

 

وصل أحمد و عتمان الجارحي للقاهرة ولكنه لم يتوجه للقصر بل للمقر الذي يتخذه عتمان لجمع رجاله فأمر بأحضار عاطف المنياوي بالحال
تعجب أحمد من طلب أبيه فهو أتبعه لمصر دون أن يعلم ما يدور برأسه
****************
مرء الليل وسطعت شمس يوما جديد
بقصر الجارحي بأيطاليا
وبالأخص بجناح ياسين
أفاق على حقيقة أبى تصديقها هل سمح لنفسه بخيانتها ؟!!
كيف حدث ذلك !!
صدم ولم يعلم ما عليه فعله فأخذت نظراته تجوب الغرفة يبحث عنها فلم يجدها
جذب قميصه ثم أرتداه بأهمال وخرج ليجدها تجلس على المقعد المقابل للشرفة وعيناها تلمع بأثر الدموع وما أن رأته حتى همت مسرهة للدلوف للغرفة مرة أخري

 

قاطعها ياسين قائلا بحذم :_أستنى
وقفت تفرك يدها بخجلا وأرتباك من اللقاء بعيناه البنيتان مجددا تبكي حظها العسير لرقص قلبها على طرب حب سجان حكم عليها بسجن مؤقت
تقدم منها ياسين ليقف أمامها يتأمل حزنها بصمت لا يعلم ما ينبغي قوله
فخرجت الكلمات أخيرا قائلا بأسف :_آية أنا مش عارف أقولك أيه بس فى النهاية أنتى مراتي
قاطعته بسخرية :_شبيهة لمراتك أنا مجرد شبيهة مش أكتر
وتركته يفكر بحديثها ثم دلفت للغرفة وأغلقتها لتمنح دموعها أذنا للسقوط
أما هو فوقف يفكر بحديثها بغضب فلأول مرة تحسب خطأ مقصود بقاموس ياسين الجارحي
***************

 

” رواية احفاد الجارحي ” لتكلمة الجزء التالى من الرواية اضغط هنا?⏬???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top