بملامح عابثة، أما هي؛ فتقدمت منه وواصلت صياح عليه قائلة:
ـ وكلمتك عشرين مرة وبرضه مرتدش عليا! هو أنت كنت بتضحك عليا ولا على نفسك؟؟
نظر لها وعلى وجهه نصف ابتسامة ثم قال لها بعدم أكتراث لكل ما تفوهت بهِ:
ـ كان عندي ضغط شغل يا “ليلى”
ابتسمت هي الأخرى بسخرية وعقّبت قائلة:
ـ ومن أمتى وأنت معندكش ضغط شغل يا “عامر”؟ عامةً براحتك، أنا عملت اللي عليا.
انتهت من كلماتها ثم دلفت إلى غرفتها، غلقت الباب خلفها ثم لهثت بعنف، هو سيظل هكذا ولن يتغيّر، فهو منذ ظهوره في حياتها وهو
هكذا، شخص عملي لأقصى درجة، كل ما يهمه في الحياة هو عمله فقط، يأتي دائمًا عمله في مقدمة أولوياته، ويليه زوجته ومنزله! تعلم أنه عندما تقدم لخطبتها فعل ذلك من أجل الزواج، الزواج من أي فتاة بسيطة غير
متمردة فقط، وهي عندما وافقت بهِ كان لذات السبب الأول أيضًا، وافقت من أجل الزواج فقط! وقتها كانت تقدمت في العمر وفرصتها في الزواج أصبحت قليلة، عندما خضعت لحديث الأهل كان من أجل أن تتخلص من ثرثرة العالم في أذنها! وأيضًا لكي تنجب! فهي كلما تقدمت في السن كلما قل فرصتها في
الإنجاب، وما كانت تخشاه هو ما حدث، نتيجة تأخرها في الزواج منعها من الإنجاب، أو بمعنى أصح تأخرها في السعي هو السبب الحقيقي!
تتذكر دائمًا أنها عندما بدأت فحوصات لكي تُنجب نصحها الطبيب بعمليات الحقن المجهري، ولكن هذه العملية تحتاج لزوجها! تحتاج