لا تعلم كيف تقول لها، ولكن في نهاية الأمر لابد أن تعلم؛ لذلك نكثت رأسها للأسفل وقالت لها بصوتٍ مبحوح:
ـ أنا عرفت أن الولد بِستنشق نوع من أنواع المخدرات المُنتشر حاليًا.
صُدمت السيدة، شهقة مُفزعة صدرت منها وهي تنهض وعينيها مفتوحاتان على وسعهما غير مستوعبة ما وقع على مسمعها، وضعت
يدها على فمها سريعًا غير قادرة على التحدث، وقفت “سلمى” سريعًا ومسكتها برفق من معصمها وحثتها على الجلوس من جديد وهي تهدئها قائلة:
ـ أهدي، أنا… أنا أتكلمت معاه والمشكلة شبه أتحلت والله.
جلست الأخرى والصدمة مازالت مُسيطرة عليها، كوبت رأسها بين يديها ثم همست بصوتٍ يُكاد يُسمع قائلة:
ـ بيشِم؟ بيشِم إيه وأزاي؟؟
طرحت سؤالها وهي ترفع عينيها لها وهما مغرورقتان بالدموع، نظرت لها الأخر بقلة حيلة ثم أردفت:
– الغراء…أو..أو الكُلّة بمعنى أصح.
جلست على كرسيها وهي تشعر أن الأرض تدور من حولها، نظرت لها بتيهٍ ثم سألت: