البكاء! أخذت نفسًا ثقيًلًا وهتفت وعلامات الحزن ظاهرة على معالِم وجهها وقالت:
ـ مش مهم اللي حصل وإيه اللي حصل فيه يا “سمير”، المهم اللي هيحصل، لو هما مش شايفينك وأنا عارفه أنك أكيد فاهم غلط فأنت برضه اللي بأيدك أنك تخليهم يشوفوك، بتصرفاتك وأفعالك وأنجازاتك.
تنهد ولم يعقب على حديثها؛ فهو غير قادر أن يوضح لها أنه لم يكن يتحدث على أفراد الدار هُنا! بل يتحدث عن عائلته! وكأن حديثه سيصل لهم في يومٍ من الأيام! كان يريد أني يقول لهم أنه هُنا، أنه يحتاج لهم، أنه ورغم كل ما حدث مازال يريدهم ويريد عناقهم الدافئ،
يريد أن يشعر أنهم يريدوه وأنه غير منبوذ وحسب!
عندما رأت “سلمى” أن عيناه تذرف الدموع دون أن يشعر قررت أن تنهي تلك الجلسة، اقتربت مِنه وقامت هي بفرك كف يداه لعله يهدأ
ثم قالت له:
ـ أنا عارفه أنك مش صغير وأنك هتقدر تعدي الفترة الجاية، اللي في جسمك لسه في مرحلته الأولى وده هيكون في مصلحتنا عشان
نتخلص منه بسرعة، وعلى فكرة اللي كنت بتتعاطاه ده زيه زي الهيرويـ ـن والمخدرات، هو سم زيهم بالظبط، اللي هيجي مش هيكون سهل ولكن لازم تعرف أن زي ما كنت قدها ودخلت السكة دي بإرادتك؛ فأنت مجبر أنك تخرج منها بإرادتك برضه! أنا هفضل دايمًا