مشفى لِسبب بشِع مثل ذلك!؟
الأطفال يشعرون أن الجميع هنا يدارون عليهم شيئًا خطيرًا يخُص صديقهم، هم ليسوا بأغبياء لكي لا يستنبطوا ذلك، ولكن اليوم كان مختلف، اليوم الدار تعمل على قدم وساق لكي يستقبلون ضيوف مميزون للغاية، ضيوف
سوف يضيفون للدار الكثير والكثير، هذا ما كانوا يسمعوه كلما سألوا من سيأتي لنا؟ ومن بين كل تلك الأسئلة المسموعة والغير مسموعة؛ كان يتقدم ولد صغير لا يتعدى التسع سنوات من باب مكتب مديرة الدار، طرقَ على الباب ثم سمع إذن الدخول، تقدم منها ثم سألها دون مقدمات ما كانت تتوقعه بالفعل:
ـ هو مين اللي جاي لينا النهاردة؟
ـ ناس مهمة يا “ياسين”.
هكذا أجابته مديرة الدار السيدة “سهام” وهي ترفع رأسها من على الأوراق التي كانت منكبة عليها باهتمام شديد،
ولكن الآخر لم يصمت، تقدم من مكتبها خطوة أخرى وسألها مجددًا بأصرار يلمع في عدساته البُنية:
ـ وأحنا مالنا بالناس دي؟ ليه عمالين تكلمونا بقالكم يومين عن أهمية الناس دي؟ وأن قد أيه الناس دي مهمة ولازم نسمع كلامهم، هما مين دول؟ ما حد يفهمنا!