جملته الأخيرة قلبت لها كل موازينها، بعدما كانت حانقه من هجومه عليها؛ فلآن هي تشعرت أنه محق! لذلك ابتسمت له بتوتر ملحوظ ثم بررت فعلتها بقولها:
ـ حقيقي حصل مشكلة كبيرة لولد معانا في الدار، ومشكلة صعبة أوي كمان، مكنش ينفع أبدًا أني أسيبه وأمشي منغير ما أتكلم معاه!
ختمت كلماتها بابتسامة هادئة، كانت تنتظره أن يتخلى عن استياءه هذا ويسألها باهتمام؛ ماذا حدث معها؟ ولكنه هدم أمالها عندما
أقترب من الطاولة بجسده وسألها بجدية شديدة مُغيرًا مجرى الموضوع:
ـ خلاص حصل خير، خلينا نتكلم في المهم، كنت عايز اسألك هو أنتِ لبسك كله كده يا “سلمى”؟
قطبت جبينها بتعجب من سؤاله، نظرت سريعًا على ملابسها ثم أجابت عليه:
ـ كده اللي هو أزاي يعني؟
ـ ضيق شوية مثلًا؟
نظرت لملابسها للمرة الثانية وهي تلاحظ هذه المرة إذا كانت ترتدي شيء ضيق بالفعل أم هو يتوهّم؟ ولكن ما هو
الضيق في ملابسها التي تتكون من قميص مخطط طويل من اللون” اللموني” وأسفله تيشرت قطني من اللون”الأبيض” وترتدي بنطال من” الچينز” واسع
رواية أزهار بلا مأوى كاملة جميع الفصول
الأرجل! هل هو يرى شيء غير ما هي تراه؟ عندما لاحظ تعابير وجهها وصمتها الذي دام لوقتٍ تنحنح هو وأردف:
ـ قصدي يعني ليه تلبسي بناطيل؟ وليه التيشرت ضيق كده؟ وليه متلبسيش خمار أصلًا!
كانت تنظر له بتروٍ، غير قادرة على الرد عليه، ولكنها استجمعت قوتها ونظرت له وعلى وجهها ابتسامة هادئة وهي
تقول له:
ـ أنت ليه يا “حسن” مجبتش سيرة أني سلمت عليك بالأيد مع أن ده مينفعش برضه ومن ضمن الحاجات اللي بتعلق عليها؟