في فيه بعدم استيعاب وتصيح عليه قائلة:
ـ أنت بتعمل إيه يا “سمير”؟؟ وإيه اللي في إيدك ده؟؟
تلجلج الولد، لا يعلم ماذا يقول لها، تلعثم أمامها وقال بتوتر:
ـ ده.. ده حاجة لقتها وقولت أشوف أي ده.
كان الكذب واضح مثل ظهور الشمس في يومٍ مُشرق! وبغضب انتشلت ما وضعه على الفراش بجانبه عندما دخلت لكي يرتطم بالأرض، وهي تصيح عليه بعصبية:
ـ أنت كداب، أنت عارف ده إيه كويس.
اقتربت منه وبعنف مسكت ذراعه وهي تهتف حانقة:
ـ بتشِم كُلّة يا “سمير” بتدخل جسمك السم ده؟! أنت..أنت بجد أتجننت! بتعمل كده ليه؟؟ أنطق ليه؟
كلماتها وفعلتها تلك أثارت غضبه، دفع يدها عنه بعنف وصاح هو هذه المرة قائلًا:
ـ
وأنتِ تعرفي إيه أنتِ عننا عشان تقولي ليه ومش ليه؟؟ تعرفي أحنا عايشين أزاي ولا هنا ليه؟ ولا بيحصلنا إيه؟ أنتِ مين أنتِ عشان تسألي وتتحمقي أوي عليا؟ أنا بشِم البتاعة دي بقالي شهور ومحدش عارف حاجة ولا حد حس، وحتى لو حد عرف مكنش حد هيهتم.
صمت وهو يلهث بعنف وكأنه كان في سباق ضد نفسه! وقبل أن تتحدث قاطعها وهو يواصل حديثه الحانق من العالم وليس منها قائلًا:
ـ وأنتِ كمان مش هتهتمي، ولما تخرجي من المكان ده هتنسي أنك قابلتيني أصلًا؛ فبلاش الجو ده، عشان محدش هنا يهمه أنا ولا يهمه أنا بعمل إيه أصلًا.