“مالك” جالنا، قعد فترة عندنا عادي، بس بعد كده…
صمتت ولم تواصل؛ فنظرت لها “سلمى” والفضول يتراقص في مقلتيها لكي تسترسل حديثها وبالفعل لبّت لها طلبها واستطرد قائلة:
ـ من سنتين ونص تقريبًا جت أسرة وقدمت طلب بضم “مالك” ليهم، والطلب أتوافق عليه، ومالك راح عاش معاهم.
صمتت وهي تمسح بعض قطرات العرق التي تكونت على جبينها، بينما “سلمى” فنظرت لها وسألتها بعدم فهم:
ـ وبعدين؟
ـ مالك رجع تاني لينا بعد سنتين تقريبًا.
هكذا قالت وهي تشعر أنها على وشك الأختناق، اقتربت منها “سلمى” وسألتها:
ـ رجع ليه؟ مش فاهمة.
نهضت السيدة من مكانها وظلت تتجول في الغرفة بتوتر ثم هتفت قائلة:
ـ معرفش، محدش يعرف حصل إيه، كل اللي نعرفه أن الأسرة دي جت ومعاها “مالك” وقالولنا أن الولد بقى بيعمل حاجات غريبة، بقى دايمًا بيصرخ، كل ما حد يقرب منه جسمه كله بيترعش، وأن دايمًا بقى قاعد لوحده، وأنهم مش عارفين يتعاملوا معاه، وأنهم مش قادرين يتحملوا الوضع.