ـ كان معاهم فلوس، ده مكنش حد معاهم فلوس قدهم! كان كل كام شهر بيحصل عندنا زي حفلة كده، حفلة بيجي فيها ناس غنية جدًا ونضيفة عشان تتفرج علينا!
كانت تستمع له بهتمام شديد، وهو لاحظ ذلك الأهتمام وقبل أن يسترسل سألته هي:
ـ كانوا بيعملوا إيه مش فاهمة؟ يعني كانوا بيخلوكم تعملوا حاجات عشان يتبرعوا؟
ابتسم بحزن وأيدها قائلًا:
ـ بالظبط، عشان بتفرجوا علينا أزاي أحنا لبسنا مقطع ومش لاقين الأكل؛ عشان يعني يتبرعوا بفلوس كتير وكده.
ـ طب ما الناس اللي بتتبرع دي لو جت تاني هتلاقيكم بنفس الحال وهيعرفوا أنهم بيسرقوا فلوس التبرعات!
ابتسم ساخرًا ثم بدأ في توضيح الصورة لها وأردف:
ـ ما هما كانوا جايبين لينا لبس للطوارئ، يوم ما جمعية خيرية من اللي اتبرعت ليهم قبل كده بتجيلهم تاني بيخرجوا لبس الطوارئ ده.
فهمت “ليلى” ما يقصده، وبحزنٍ سألته وكأنها تبحث معه على حل:
ـ طب ليه محدش جرب يكلم حد من الناس دي ويفضحهم؟
سمع سؤالها وترورقت عيناه بالدموع، نظر للسماء ثم هتف قائلًا بقلبٍ يتمزق كلما تذكر ما حدث: