بمشاكسة قضت بها على خوف ذلك المسكين الصغير:
ـ لا لا ده هيكون مفاجأة للي هيخسر، يلا بينا.
تحمس الأولاد كثيرًا، بدأت في شرح اللعبة لهم والتي كانت تسخدم فيها يدها، شرحتها لهم وشرعوا في اللعب سويًا، كانت ضحكاتهم تملأ المكان، ومن يخسر يُعاقب بطريقة مُضحكة ومرحة: فمنهم من نالت يده من أسنان “سلمى” ومنهم من قامت”ليلى”
بزغزغته”حتى أمتلئت صوت ضحكاته في المكان، ظلوا يلعبون بمرح حتى خسر “مالك” في تلك المرة، نظرت له “سلمى” بشر طفولي ثم قالت له وهي تُشمر أكمامها الوهمية:
ـ بس جيت في ملعبي يا معلم.
انتهت من جملتها ثم أنقضت عليه بطريقة مضحكة، كانت “تزغزغه” بيدها في موضع بطنه وأسفل رقبته، كان الولد يقاومها بكل استطاعته، كلما اقتربت منه كلما ارستمت على وجهه علامات الذعر والرفض! كانت”سلمى”منغمسه في اللعب معه كما تظن، لا تشعر
برعشة جسده التي تملكت منه فور اقترابها منه! كان يدفعها بيده لكي تبعد عنه، كانت تظن أنه يبعدها عنه لأنه يريدها أن تتركه كما يفعل جميع الأطفال عندما تمسكهم وتبدأ في اللعب معهم بهذه الطريقة، لا تفهم أنه حقًا مذعور منها! ولأن جسده صغير؛ فكان وجهه مخفي عن عيون أصدقاءه بفضل جسدها الكبير بالنسبة له، لم تدرك “سلمى” أن الطفل يعاني حقًا، لم تنتبه غير على يده الصغيرة
التي دفعت وجهها عنه بعنف، وصوت صراخه الذي دوى في المكان! تفاجأت من رد فعله، ابتعدت عنه سريعًا وهي تنظر له بتعجب، فور ابتعادها عنه انكمش على حاله وهو ينظر لها بذعر، كان جسده يتنفض بطريقة ملحوظة، أنطلق سريعًا “ياسين” صوبه وبدأ في تهدئته دون الاقتراب منه، كان جميعهم ينظرون لهول الموقف بفم يكاد يلامس الأرض!
خرجوا جميعهم من تلك الصدمة على صوت “ليلى” التي قالت موجهة حديثها للطفل:
ـ أنت اتكلمت يا “مالك”؟؟
هُنا وأخيرًا خرجت”سلمى” من صدمتها، اقتربت منه بهدوء وهي تسأله بهتمام: