ـ وياترى هي كمان هتاخد ساعة في يومك يا “عامر” زي حالاتي ولا هيكون ليها استثناء وكده؟
لم يهتم بها ولا بما تفوهت بهِ من الأساس، وكأنه يريد أن ينهي ذلك الشجار الذي طال وكبرَ مِنه هذه المرة، تقدم خطوات في اتجاه الباب وهو يعطيها دُبُره ثم أشاح بيده في الهواء وهو يزمجر غاضبًا:
ـ هو ده اللي أنتِ فالحة فيه، بس أنا قولتلك على اللي عندي يا “ليلى”.
انهى كلماته وهو يدفع باب المنزل خلفه بعنف، أما هي؛ فجلست على أقرب مقعد ووضعت رأسها بين يدها وبدأت تتنفس بثُقلٍ ثم انخرطت في البُكاء دون أن تشعر، الإنجاب… الشخص الذي يتحدث معها على الإنجاب هو ذات
الشخص الذي لا يملك وقتًا ولو قليلًا لكي يعطيه لزوجته في الأساس! دائمًا تتشاجر معه على الوقت وأنها تحتاجه معها وهو لا يبالي لها، ماهر وبجدارة في قلب الطاولة عليها في طرفة عين! هي من بدأت الشجار ولكن هو مَن فاز في النهاية عندما ذكَّرها بنقطة ضعفها! ولكننا إذا سألنا تلك المسكينة لماذا هي تبكي سوف تُصرح لنا أنها تبكي
على حالها، تلك الأرض القاحلة تحلم بالإنجاب، تحلم أن تثمر جوفها بثمار نقيّة، منذ نعومة أظافرها وهي تحلم أن تكون أمًا، ومَن مِن بنات حواء لم يحلمن بذلك الشعور؟ فذلك شعور فطري أولًا وقبل أي شيء، ولكن هذا قضاء الله، وما باليد حيلة لفعل أي شيء! لا يوجد بوسعها غير الدعاء، الدعاء والأنين إلى الله أن يُطيب بخاطر قلبها، بعد