تقول كده أنا بدّي لشغلي كل شيء كان نفسي أني أخده من الحياة مثلًا!
نهت حدثها بابتسامة واسعة على شفتيها وكأنها تتذكر ما فعلته لكي تصل لِما هي عليه، بينما هو فلم يهتم لحديثها، كل ما فكر بهِ أنها مثلها مثل فتيات هذه الحقبة، يهللون بحقوق المرأة ومكانتها الوهمية في المجتمع، ولكن حسنًا، إذا كان هذا هو عيبها الوحيد فلا بأس؛ سيحاول معها وبالتأكيد سوف ينجح، كان ذلك التفكير الدائر في رأسه، لاحظ أنها انتهت منذ فترة وهو لم يرد عليها مما جعل استياءها
يظهر چليًا على وجهها، عدل من جلسته سريعًا ثم قال لها ببسمة رسمها على شفتيه بصورة سريعة:
ـ آه آه فاهم طبعًا، أهم حاجة تكوني بتحبي الحاجة اللي بتعمليها، ده بيدل أنك لما بتحبي حاجة بتديها كل وقتك، وأكيد أنتِ هتحبي بيتك؛ وده يخليني أتطمن على بيتي عشان بالتأكيد هتديه كل الحب، ولا إيه؟
تبخر استياءها في لمح البصر، احتلّت الابتسامة الخجولة وجهها البيضاوي، وهو أيضًا ابتسم لها ابتسامة جذابة ثم تناولوا سويًا أطراف
الحديث في موضوعات مختلفة.
يبدو أنه شخصًا لطيفًا، ليس ذو بشرة بيضاء ولا حتى خمرية، بل يمتلك بشرة سمراء مميزة، يمتلك تفاصيل في وجهه تعطيه وسامة غير طبيعية، وعندما يتحدث أو يبتسم تظهر تلك النغزة التي تحتل جبينه الأيسر وتعطيه جمالًا مضاعفًا، واضح أن نظرتها في الزيجات التي بدون سابق معرفة سوف تتغيّر!