ـ طب منا مستحملة أني مش بشوف خلقتك غير على النوم بس وساكتة، منا مستحملة أنك مش بتعاملني كأني زوجة وساكتة، منا مستحملة إنك بتعاملني كأني الخدامة اللي جنابك جايبها عشان تخدمك وبس وساكتة، إيه كل دول نستهم؟ وبعدين خلفة؟؟ عايز تخلف وأنت معندكش وقت تديه ليا؟ عايزني أخلف وترميلي العيل بمسؤلياته
وتقولي ربيه لوحدك؟ على إيه يا “عامر” بتدور على خلفة؟؟ على إيه؟
صرخت بأخر كلماتها في وجهه ودموعها تُسيل على وجنتيها، وكأنها هكذا تفرغ شحنة غضبها مِنه، ولكن هو خالف جميع التوقعات، وما فعله أنه قلبَ الطاولة فوق رأسها، اقترب منها أكثر وبهجوم شديد كان يقول لها:
ـ لا هاتيلي أنتِ العيل وملكيش دعوة مين هيربيه يا “ليلى”.
؟؟
اقترب منها أكثر ومسك معصمها وبملامح متهكمة واصل قائلًا:
ـ وخدي بالك لو معرفتيش تجبيلي عيل زي كل الستات؛ أنا هتجوز.
وكأنه هكذا سكبَ عليها دلو ماء بارد! نظرت لملامح وجهه الباردة ودموعها انسابت مثل الشلال دون أن تشعر، عندما رأى دموعها بوضوح هذه المرة فلت يده وولاها دُبُره وهو يشدُ خصلات شعره بعنف، كان يلهث بسرعة كبيرة
وكأنه كان في سباق، بينما هي؛ فتقدمت له خطوات، تجاهلت الرجفة التي كانت تسري في جسدها وسألته وهي ترمقه بنظرات اللوم والعتاب:
ـ عايز تتجوز! طب وأنا؟!
استدار لها وبقلبٍ قاسٍ كان يقول لها:
ـ وأعملِك إيه؟ أنا من حقي يكون ليا نسل في الدنيا يا “ليلى”.
تقدمت منه ما ابتعده هو بخطواتٍ بطيئة وهي تحملق فيهِ وعينيها تذرف الدموع، كلماته جرحتها وبِشدة، ولكنها سيطرت على رجفة يدها الملحوظة وضربات قلبها العنيفة التي كادت أن تُكسر ضلوع قلبها وسخرت مِنه قائلة: