هو ممكن أعرف إيه السبب؟
ـ مش عايزة، مش عايزة يا ناس، مش هتجوز أنا صالونات!
هكذا هتفت بعصبية، بينما الأخرى ربتت على كتفيها بهدوء وقالت لها بحُزنٍ دفين:
ـ
بلاش تلاكيك يا “سلمى”، بلاش تعملي زيي لحد ما الفُرص كلها تروح مننا!
تنهدت وهي تتذكر ما حدث لها بسبب عِندها الغير مبرر، ابتسمت بحزن ثم استطردت قائلة:
ـ بلاش نقعد نتأمر لحد ما العمر يعدي علينا ونتضر في الأخر ناخد أي حد، أي حد عشان قطر الجواز ميفوتناش!
كانت “سلمى” تنصت لها جيدًا، ولأول مرة تلاحظ ما تفعله، هي بالتقريب تفعل كل ما كانت تفعله صديقتها، انقبض قلبها عندما تخيلت حالها دون بيت وأسرة، أو أنها وقعت في سجن زوج لا يقدر مشاعرها ولا وجودها من الأساس، شردت في سبب رفضها لذلك العريس ولكنها لم تعثر على إجابة واضحة؛ فسبب رفضها هو أنه عريس “صالونات” كما يقولون، وهي لا تحبذ تلك الطريقة، وكأن “ليلى” كانت
تقرأ أفكارها، فقفزت صديقتها سريعًا وكأنها تجاوب على ما يدور في عقلها عندما قالت لها:
ـ متفتكريش أن كل الصالونات وحش، في جواز صالونات كتير بيكون حلو وبيجي بعدين الحب، بلاش يا “سلمى” تقعي نفس وقعتي.