فتحت عينيها بتكاسل وهي ترفع وجهها له، مسحت بأناملها عينيها وهي تقول له بنعاس:
ـ هي الساعة كام؟
نظر الآخر على ساعة الحائط وأجابها قائلًا:
ـ حداشر، في أكل؟
طرح سؤاله عليها بلا مبالاة وهو يتجِِه نحو المطبخ، أما هي فنهضت سريعًا وترجلت نحوه ثم صاحت عليه بتهكم شديد:
ـ هو لحد إمتى هتفضل تجيلي الساعة حداشر وأتناشر بعد نص الليل؟ لحد إمتى هقعد أحضر الغدا لحضرتك عشان نتغدا سوا زي أي اتنين متجوزين وحضرتك تجيلي لما الأكل يتلج أو أنا أزهق وأنام؟
لم يروق له حديثها، كان يمسك في يده زجاجة المياة يتكرع منها غير مهتم لصياحها، بعدما انتهى نظر لها بسخرية
وهو يقول لها:
ـ هو أنتِ طالبه معاكِ نكد؟ في إيه مالك؟
اقترب منها خطوة ثم تبدلت ملامح وجهه الساخرة لأُخرى جامدة وهو يسترسل قائلًا:
ـ هو مش كفاية مستحمل أنك مش بتخلفي!
كلماته لكمتّها، كانت بالنسبة لها كنصل السكين الذي يسكُن في ضلوع القلب، ورغمًا عنها ترقرقت عينيها بالدموع؛ ولكنها بثبات زائف كانت تقول له بسخرية: