طفل ابن عشرة سنوات، واُرسلت له لكي يأتي لها، وبعد دقائق أتى لهم، كان الطفل يُدعى”سمير” رحبت بهِ “سهام” بوجهةٍ بشوش ثم قالت له:
ـ مِس “سلمى” عايزة تتكلم معاك شوية، أنا هاسبكم مع بعض شوية، أتفقنا؟
ابتسم لها الطفل ثم تركتهم وغادرت المكتب، جلست “سلمى” على المقعد وحثّت الطفل على الجلوس أمامها، ابتسمت له ثم عرفته بنفسها وعلى محياها ابتسامة لطيفة ثم بدأت في حديثها معه قائلة:
ـ قولي يا”سمير” أنت في حاجة مضايقاك؟ أو… أو خايف من حاجة.
صمت الولد قليلًا، دار بعيناه في المكان ثم قال وهو شِبه شارد الذهن:
ـ خايف لصحابي يعملوا في نفسهم زي “مالك” أنا عارف أن “مالك” لو مكنوش لحقوه كان هيمـ.. ـوت، أنا معرفش هو ليه عمل كده، بس أكيد كان في سبب عشان يعمل كده، دايمًا بسمع أن لو حد حاول يقتـ… ـل نفسه؛ يبقى أكيد وراه سر كبير أو… أو ده كان وجعه أوي!
قال أخر جملة له وهو يُشير لموضع قلبه، حزنت “سلمى” لِما وصلوا له هؤلاء البراعم الصغيرة، ابتسمت بملامح حزينة ثم هتفت قائلة:
ـ متخفش يا حبيبي، محدش هيعمل كده تاني من صحابك، وصاحبك أكيد كان وقتها مش عارف يفكر كويس، عشان لو كان فكر كان عرف أن اللي بيعمله ده حرام، حرام أن حد يقرر يتخلص من حاجة مش بتاعته.
ـ