يبقى لازم تاخد بالها إيه اللي ممكن يأذينا!
حديثه جعل لسانها يُعقد! كيف على طفل مثله يستطيع أن يعبر بهذا الشكل! يتحدث وكأنه على علم بكل ضيق يمُر بهِ الإنسان، كأنه على يقين أن كل إنسان بحاجة لشخصٍ يسمعه ويساعده ويمد له يد العون، يتحدث وكأنه يَلوم كل من حوله على أنهم لم يفهموا كل
تلك الأشياء البديهية بالنسبة له! والكارثة الأكبر أنه كان على حق!
فاقت من شرودها على صوت الطفل وهو يهتف لها من جديد:
ـ أنا معرفش “مالك” كان ماله، بس اللي أعرفه أنه كان متضايق، أنا عارف أن اللي بيحاول يقــ.. ـتل نفسه بيكون متضايق، أنا مكنتش
أعرف وقتها، مش عشان أنا وحش؛ بس عشان أنا صغير، “مالك” كان عايز حد كبير ياخد باله أنه زعلان!
انتهى من حديثه وغادر المكان وهو على مشارف البُكاء، كانت مُشتتة بسبب ما سمعته! كيف عليه أن يتحدث على كل تلك الأشياء! هو حتى لا يعطيها المجال للحديث أو للتبرير! طفل صغير لا يتعدى التسع سنوات ويعلم كل شيء يحدث حوله!
انتشلتها من مستنقع أفكارها صديقتها، انضمت لها وهي تقول لها بعملية:
ـ