صُدموا مرة أخرى! ولكن هذه المرة تدخلت “ليلى”، سحبته من معظمه ناحيتها وانحنت لكي تصل لقامته ثم قالت له بِلُطف:
ـ هو ممكن أتكلم معاك شوية؟
لم يرد عليها، فقط نظر “لسهام” لكي يستنبط منها أجابة، وبالفعل حثته على الحديث وهي تقول له:
ـ
هستناك في مكتبي يا “ياسين” ماشي؟
أومأ لها وعاد بنظره “لليلى” من جديد، ابتسمت له وحثّت صديقتها على الجلوس بعيدًا عنهم لكي تعطيه أحساس بالحُرية والأمان، وبالفعل فهمت الأخرى وجلست بعيدًا عنهم، أعطت له كامل تركيزها ثم ابتسمت وسألته:
ـ ممكن أعرف بقى أنت إيه اللي مضايقك؟
نظر لها بدون تعابير مميزة، فقط رفع كاتفيه للأعلى وقال:
ـ معرفش، بس أنا مش متضايق!
ـ طب أنا خدت بالي أنك بتقول أن صاحبك كان متضايق صح؟
أومأ لها بالإيجاب واستطرد هي قائلة:
ـ
طب تعرف كان متضايق ليه؟
هُنا وتحوّلت تقاسيم وجهه، تجهم وجهه كُليًا وزمجر بغضب طفيف:
ـ معرفش معرفش! هو المفروض أنا اللي أعرف! مش لازم كل اللي حوالينا يكونوا واخدين بالهم مننا! الدار هي اللي مسؤولة عن رعايتنا،