close
كنتِ فين يا ماما السنين اللي فاتت؟ طب كنتِ فين لما رمتيني هنا وأنتِ شيفاني بصرخ لك وبقولك متسبنيش أنا مليش غيرك!
ارتجف صوته وهو ينهي جملته، وكأن أشباح الماضي لحقته للتو! نهى كلماته وهو يضع يده على أذنه بعنف.. وكأنه هكذا يمنع صوت الماضي للوصول له، اقتربت مِنه السيدة وهي تبكي بعنف وكأنها هكذا تؤثر عليه لعل قلبه يحن عليها، كانت تحاول أن تنطق بحرفٍ
واحد ولكنها فشلت، وكأن الثماني وعشرون حرفًا في اللغة العربية لم يسعفوها للنطق بكلمة واحدة حتى! كل ما فعلته أنها تقدمت مِنه في محاولة منها لأخذه في أحضانها، ولكن هو ومع أقترابها له انتفض وكأن حيّة سامة لدعته! ولم تكن أيّ حيّة وحسب، بل كانت حيّة الماضي اللعين، التي سحبته دون أن يشعر لذكرى بعيدة كان ما يحدث فيها هو عكس ما يحدث الأن حتى في تبديل الشخصيات!