صمت الولد للحظات ولم يرد عليها، وعندما رأى العيون التي ترمقه بشغفٍ ابتسم بحُزنٍ ثم هتف:
ـ أنا نفسي يبقى ليا عيلة.
قال كلماته وهو يرفع كتفيه للأعلى دلالةً على بساطة طلبه!
وقبل أن ترد “ليلى” تكلم طفل أخر وأضاف:
ـ
وأنا نفسي أحس أن لينا أهمية، هو أحنا لينا أهمية يا مس؟؟
صدمت الأخرى من كلمات ذلك الطفل، ولكنها تخلت عن صدمتها سريعًا وهي تبتسم لهم بهدوء بعدما لحظت تركيزهم عليها ثم هتفت قائلة:
ـ أنتوا عارفين أنكم مهمين أوي أوي في الدنيا دي؟ يمكن لدرجة محدش فيكم يتخيلها أصلًا؟؟
علامات الجهل اعتلت وجههم؛ لذلك اعتدلت في جلستها وأردفت:
ـ أنتوا عارفين يا ولاد أن في ناس ربنا حرمها من الخلفة؟ حرمها أن يكون ليها ابن أو ابنة في الدنيا؟؟ يعني تخيل كده أن أنت كبرت ولقيت نفسك لوحدك! محدش معاك أبدًا! أحساس وحش صح؟؟
أومؤوا لها جميعهم باهتمام، وهي استطرد قائلة:
ـ أنتوا بقى واللي زيكم بيكون العوض، العوض للناس دي، بتكونوا عوضهم في الدنيا وعن خذلانها، يعني لولاكم كان زمان الناس اللي… اللي زيي دي حصلهم حاجة من الوحدة!
ختمت كلماتها مع تساقط دموعها، ابتسمت لهم وهي تلاحظ حملقتهم فيها ثم أردفت:
ـ