للأعلى بشرود، تفكر في كل شيء يحدث حولها، وأيضًا أخذها عقلها لكي تفكر في ذلك العالم الذي أنكشف لها دون أدنى مجهود، وهو عالم الأطفال اللواتيّ بلا مأوى! كانت تتذكر حديث الأطفال معها وتتذكر ما علمته عنهم، ورغمًا عنها تذكرت أن مازال يوجد الكثير لا تعلم عنه شيء! فاقت من شرودها على
صوت طرق على باب منزلها، نظرت على ساعة الحائط ثم ترجلت من على فراشها بملل وهي تُصيح أنها آتية، وعندما فُتحت الباب تفاجأت بوالدتها! السيدة “ابتسام” منذ متى ووالدتها تأتي لها لكي تزورها؟ ابتسمت لها ثم رحبت بها في منزلها، كانت السيدة تشبهها كثيرًا، ذات العيون وذات الشعر القصير، ولكن بشرة “ليلى” كانت تصبغت أكثر بفضل الشمس التي تستقبلها كل يوم على رأسها ووجهها.
كانت “ليلى” تجلس أمام والدتها بصمتٍ بعدما قدمت لها مشروبًا باردًا يرويها من حرارة الشمس، عندما لحظت السيدة صمتهم الذي طال تنحنحت هي قائلة:
ـ مش بتيجي ليه تزورينا يا “ليلى؟ ”