وصل الجميع إلى المستشفى بين مصاب وبين المصدوم .. دخلت سالي وأديم وفيصل إلى غرفة العمليات مباشرة .. ونرمين أخذها الأطباء فقد كانت في حالة صدمة عصبية وأنهيار رغم صمتها وكذلك شاهيناز التي لم تستجيب لإفاقة المسعفين لها .. أما ونس فكانت تبكي بصمت .. لاحظه الجميع لكن ما لفت إنتباه حاتم هي كلماتها التي تقولها لنفسها منذ سقط أديم مصاب بمعظم طلقات طارق وكأنه كان يقصده هو بالتحديد . . ولم يكن يعرف ماذا يشعر تجاهها .. هل يشعر بالشفقه أم بالغضب؟
خاصة وهي لم تترك أديم لحظه وكانت معه في سيارة الإسعاف.
أقترب منها خطوه واحدة ليتضح له همسها وعيونها معلقه بباب غرفة العمليات المغلق “أنت قولتلي أنك زي ما كان نفسك تدوقني نعيم حبك .. وتعيشني في جنة عشقك .. هتوريني سقر عشقك .. وجحيم فراقك .. بس بلاش يكون الفراق ده يا أديم .. بلاش ”
أغمض عينيه بقوه فهو يشعر بالعجز .. حبيبته وصديقه وأبن عمه الثلاثه في غرفة العمليات .. ونرمين في حالة صدمة بعد ما تم كشفه اليوم و أمام الجميع .. فضيحه مدوية لا يعلم كيف ستتعامل معها نرمين وتواجه المجتمع .. وكذلك فيصل .. لكن ليطمئن عليهم أولاً وبعدها لكل حادث حديث .. طارق هو من أغتصبها يا له من حقير يستحق الذبح دون رحمه .. كيف لم ينتبه أي منهم لتلك الحقيقة .. أختفاء الحارس .. وسهولة الأمر ..أصرار طارق على الزواج منها رغم كل شيء ورغم ذلك كان متعدد
العلاقات .. كيف أستطاع أنتهاك حرمة أبنة عمه بتلك السهولة وبدم بارد .. كيف لم يفكر أي منهم في إحتمالية أن من فعل بها هذا الشيء هو من دمائها .. أحد الأشخاص المفترض أن يكون حامي لها .. أقترب من باب غرفة العمليات ووقف ينظر من تلك النافذة الصغيرة يحاول أن يرى أي شيء .. يريد أن يطمئن .. قلبه يتمزق من الخوف .. مرت ساعات وساعات ولم يخرج أحد من غرفة العمليات يطمئنهم .. والإنتظار في تلك الأوقات قاتل لو تعلمون .. تمر الثوانِ وكأنها سنوات .. وبالداخل أغلى الناس ..
وخسارتهم بخسارة الحياة .. ومع مرور الدقائق يزداد الخوف .. خرج حاتم عن طوره وصرخ بصوت عالي يطالب أن يخرج أحد ويخبره بما يحدث بالداخل .. ليتجمع بعض الأطباء وحاولوا السيطره على حاتم .. لكن التوتر والقلق وصل إلى أشده على الجميع .. وكانت ونس تتابع ما يحدث وهي تتمتم بالكلمات منذ وصولها .. وكاميليا تجلس على إحدى الكراسي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الأن .. أخيها دمر الجميع .. لم يترك لها أحد .. أغلق لها أبواب الرحمة من الجميع .. أذا حدث شيء لأي منهم
كيف ستواجه باقي العائلة .. كيف ترفع عيونها في وجه أديم الذي وقف بجانبها وساعدها وأحترمها .. كيف تتعامل مع فيصل وتعمل معه بعد معرفة حقيقة ما قام به أخوها مع نرمين .. وسالي كيف تتوقع أن يساعدها حاتم أو يشفق عليها إذا خسر زوجته .. كانت تنحدر دموعها بصمت ليقترب منها همام وجلس بجانبها وقال
-أنا حاسس بيكي .. لكن من معرفتي الصغيرة بأديم وحاتم محدش فيهم هيشيلك ذنب أخوكي