كان الموقف صعب تخيله ووصفه والجميع يشعر بالخوف والتجمد أيضاً فلم يستطع أي شخص التحرك وأخذ أي موقف أمام جنون طارق خوفاً من تهوره وأصابة أي شخص .. لكن الغضب بالفعل قد أعماه وأنتفض الجميع حين بدء طارق في أطلاق النار بعشوائية ..وبدأ الرجال في حماية النساء قدر أستطاعتهم .. وأخذ ساتر وأرتفعت الأصوات تصم الأذان بصرخات الخوف والهلع
تخبر العالم أجمع أن هناك خساره كبيرة تحدث خاصه وأن طلقات طارق كانت تعرف جيداً من تصيب .. حاول حاتم أن يحمي سالي لكن حركته كانت غير موفقه فحين ألتفت حتى يحميها بين ذراعيه .. وصلت إليها أحدى الطلقات لتصرخ من الألم وصرخ هو الأخر بخوف ورعب بأسمها وجحظت عينيه وهو يرى الدماء تغرق ثوبها ليضمها إلى صدره وهو يصرخ بأسمها دون توقف لكن
الموقف بأكمله كان عبثي .. فالطلقات كانت كثيرة وصوت الصرخات عاليه كذلك نرمين وكاميليا فأصوات صرخاتهم كانت مليئه بخوف ينفطر له القلب .. أما ونس فكانت تضم أديم بذراعيها وكأنها تحاول إبعاد الطلقات عنه .. لكن حين أنتهى الأمر بأنتهاء الطلقات من مسدسات طارق أكتشف حاتم أن تلك الطلقات أصابت أيضا أديم الساقط أرضا ورأسه على قدم ونس التي يغطيها الدماء وأسفله بركة دماء كبيرة ولا يصدر عنه أي حركة .. وكذلك فيصل الذي كان ممداً أرضا جوار نرمين الشاخصه ببصرها في
الفراغ والدموع تغرق عينيها .. لكن الذي كان أسرع من الجميع في أستعادة وعيه ورباطة جئشه هو همام الذي أقترب سريعاً من طارق وكيِّل له اللكمات .. حتى سقط أرضاً لينزع همام حزام بنطاله وقيد يد طارق بها خلف ظهره وكذلك نزع حزام بنطال طارق وقيد قدمية .. وأخرج هاتفه يطلب الدعم من الشرطة وسيارات أسعاف فالاصابات كثيرة .. لكن كل هذا حدث بعد أن أطمئن أن كاميليا بخير
كان المشهد عبثي لدرجة عدم التصديق فبدء جميع الموجودين في الخروج من قصر الصواف بسرعه وخوف ورغبه في النجاه بأرواحهم .. وكانت شاهيناز تقف في إحدى الأركان تنظر لكل ما حدث بعيون جاحظة غير مستوعبه وهي ترى كم الدماء التي تُغرق الأرض والأجساد لتسقط بعدها فاقدة للوعي .. كيف كان اليوم مليئ بالسعادة والفرح .. والرقص وتحول إلى فضيحه
مدوية وكارثه لا وصف لها .. والخسائر لا أحد يستطيع وصفها .. نظرات الجميع تحمل دموع وخوف .. وخسارة .. وكأن ما مروا به قديماً لم يكن شيء حتى تؤلمهم الحياة بتلك الطريقة
كان حاتم ينظر إلى الجميع بصدمه وقلة حيله وبين يديه سالي التي قد غابت عن الوعي
……………………….