ليأخذ نفس عميق وهو يغادر المقعد ويقف أمامها لا يفصل بينهم سوا تلك الطاوله الصغيرة وقال
-أعملي إللي أنتِ عايزاه يا ونس .. لكن لازم تعرفي حاجة مهمه جداً .. أنا مش هوايتي أذية الناس ولا إني أشوف ألامهم ووجعهم ده إللي بيفرح قلبي … قرارك ده بتاعك .. والبيت هنا مفتوح أهو مقفلش بابه في وشك
وتحرك في إتجاه الباب لكنه وقبل أن يفتحه
-الأضواء إللي شغاله دلوقتي متطفيهاش علشان الناس متلحظش وجود حد في الشقة وأنا مش فيها … عبدالصمد كان هيبلغ البوليس أصله فاكر أن الشقة مسكون
وفتح الباب وخرج ظلت تنظر إلى الباب بالدموع .. هو لم يشجعها ولا ينهاها عن تنفيذ فكرتها … هو لم يتمسك بها ولم يظهر أنه قد باعها
لكن من الواضح أنه قد زهدها
وذلك ألمها أكثر لتعود إلى البكاء من جديد وهي تقول لنفسها بتوبيخ
-من أمتى وأنتِ ضعيفة كدة؟ … من أمتى وأنتِ سلاحك بس الدموع والأستسلام؟ … من أمتى يا ونس؟ من أمتى؟
وكان هو يقف خلف الباب يشعر بالأختناق كل ما يحدث حوله حقًا يجعله يشعر أن روحه تختنق
لكنه غادر سريعًا حين وصله صوت بكائها وهمهمات لم يفهم منها شيء … لكن قلبه يؤلمه
خرج من المصعد وكأن عفاريت العالم تطارده .. ليتأكد عبد الصمد أن الشقه الأن مسكونه … ليغلق الأغنيه التي لا يتوقف عن أستماعها للست وأدار محول الراديو على إذاعة القرآن الكريم وهو يقول
-السماح يا أهل السماح لا تأذوني ولا أذيكم