منشغله في تأمل ملامحه وحفظها في عقلها وقلبها ونقشها فوق عيونها .. فهذه المره الأخيرة التي ستراه فيها .. لقد أنتهت مهمتها .. وقامت بما عليها فعله .. ومؤكد حين يكتشف الأمر لن يريد رؤية وجهها من جديد .. كان من داخله يفكر أنها قلقه من أجله عليه أن يطمئنها .. لكن أخته التي تقف بجانبه تكتف ذراعيها أسفل صدرها بضيق
ليشير لأخته حتى تتحرك معه في إتجاه الباب وقبل أن يغلق الباب رفع هاتفه وحركهُ بحركه خفيفه وهو يهمس دون صوت
-هكلمك
وأغلق الباب لتزفر في محاوله لتهدء من ضربات قلبها التي تكاد تصم إذنها من قوتها .. وتؤلم صدرها بسبب
سرعتها .. أنتفضت حين سمعت صوت رنين هاتفها لتنظر إلى الأسم لتنفخ الهواء حتى تهدء .. وحين أستقبلت المكالمه وصلها صوته يقول
-متقلقيش عليا .. أنا متعود على مشاكل العيله وهقدر أحلها .. وهرجع لك علشان نكمل كلام إمبارح .. بحبك يا ونس .. بحبك يا ونسي في الحياة
وأغلق الهاتف لتنحدر تلك الدمعه من عينيها وهي تأخذ حقيبتها وتغادر .. للمره الأخيره فهي لن تعود من جديد .. وأسفل البنايه كانت تنظر إليها بألم وحسره لكنها فتحت هاتفها .. وفتحت تطبيق الرسائل وأرسلت رساله لرقم غير مسجل .. من كلمه واحده “تمت” وأغلقت الهاتف .. وبخطوات واسعه تحركت في إتجاه شارع جانبي حتى وقفت أمام سيارة فارهه فتحتها وجلست في مقعد السائق وبكل ما تحمل بداخلها من تناقضات من خوف وحزن