عسكري، ابتسمت له وكررت ما فعله.. فمد يده بكيس صغير. عقدت حاجبها متسائلة عن ما بالكيس فقال لها سيد انه (بُن) محوج مخصوص من الاستاذ عامر من المقهى كما طلبته من قبل، فتذكرت غزل انها طلبت من قبل من محمد أن يشتري لها بن مخصوص لها
فمن المؤكد انه من أبلغ عامر.
أخذت من سيد البن وأشارت له بان ينتظر قليلًا، دخلت مسرعة وعادت بيديها صحنان مليئتان بالمعجنات الساخنة الطيبة التي تذهب العقل كما تعلمتها من أمها صفا، وقدمت صحن لسيد وأشارت له أنه له، اما الصحن الاخر للأستاذ عامر وكتبت ورقة له لكي يفهم،
فشكرها وذهب مسرعًا سعيد بهذه الوجبة الساخنة الذي من الصعب أكلها إلا بمحلات خاصة تقدم أكلات شعبيه لأهل بلدها.
_______________
في المساء ظلت جالسة علي سريرها تنظر بهذا الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية، نعم فهي رغم ظروفها إلا أنها لم تستسلم لإعاقتها التي لم تولد بها، فهي كانت طفلة مفعمة بالحيوية تسمع وتتكلم مثل باقي الأطفال بسنها وكانت أمها صفا تهتم بتعليمها اللغات
الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر، رغم عدم التحاقها بالمدرسة في هذا السن بسبب الحروب والمناوشات وخوف امها الشديد من شيء أصبحت تعلمه الآن، هذه هي وسيلتها الوحيدة لمحاربة مللها اليومي، فمن الصعب أن تبحث
عن عمل بإعاقتها.. من سيقبل بعمل بكماء يكاد تستطيع السمع؟ انها لا تعترض علي قدرها وإنما هي سعيدة انها لا تستمع لصوت المنافقين، بل تستمع لقلوب من حولها.. قلوب