يدفع عمره كله ليسمع صوتها.. أحيانًا يتخيل اذا كان ناعم مثلها ام به بحة؟ ام غليظ؟ يكاد ان يجزم انه ناعم مثلها.. آفاق من شروده على صبي صغير يسمي سيد وهو يمد يده بمبلغ تم دفعه أحد الزبائن بعد أخذ مشروبه تنهد وقال :
– يارب قرب البعيد.
___________________
في منزل الخالة صفا انشغلت غزل بإعداد وجبة الغداء وأصرت أن تحضّر بعض المخبوزات الساخنة المشهورة بوطنها الأصلي الذي
كتب عليها من وهي طفلة ذات الخمس سنوات تركه وترك عائلتها هروبًا من تبعات الحروب والخراب الذي حل ببلدها، فتنهدت بحزن.. دائمًا يأتي أمام رؤيتها خيال طفلة اخرى كثيرة الشبه بها تقفز معاها وتجري في فناء منزل
بسيط لا تتذكر لمن هذا المنزل ولكنها تتذكر وجه جميل كثير الشبه بها.. دائمًا تتذكر امرأة تخرج من الباب وتصيح بهم للدخول لتناول الطعام بلهجتها الخاصة بوطنهم، فاقت من
شرودها علي إضاءة حمراء تبلغها بأنه يوجد من يريدها، اتجهت الي حجرة خالتها صفا امها الثانية، وجدتها نائمة وفِي يديها بعض الصور كالعادة تستعيد ذكرياتها، ثم توجهت إلى الباب بعد التأكد من الطارق من العين السحرية ووجدت سيد يبتسم لها ويرفع يده يحيها سلام