– أنتِ ازاي تفتحي الباب بالشكل ده؟ افرضي حد طالع أو نازل شافك كده.
كانت غزل تنظر لشفتاه وهو يتحدث، لتفهم ما يقول وتعرف سبب غضبه وثورته وعندما احست انه على وشك ضربها حبست الدموع بعينيها وشعرت بخوفٍ شديد جعل جسدها ينتفض بدون سبب.
زفر زفرة ساخنة تنم عن غضبه المشتعل وقال بهدوء مفتعل:
– خلاص يا غزل حقك عليا.
شاهدت شفتاه وفهمت ما يقول، هذه هي طريقتها لتعرف ما يقوله من يتحدث معاها بعد سماع الأذن، التي خربت وتحتاج تصليح ولكن لا يوجد مال لإصلاحها حاليًا.
جذبها من يديها وجلس علي اقرب أريكة بصالونهم القديم، وجلست بالقرب منه مطاطة الرأس فرفع وجهها بيديه وقال لها:
– مش هتسأليني عملت ايه؟ طيب ياستي أحب أبشرك انهم وافقوا عليا واتقبلت في الوظيفة وعلى وعدي أول فلوس تجيلي اجبلك اللي
تطلبيه.
هزت رأسها بالرفض وكتبت له أنها لا تريد إلا سعادته وتوفيقه، ثم هبت واقفه تصفق بيديها وتجري إلى المطبخ، ثم عادت وبيدها صحن مملوء بالمعجنات المشهورة بوطنها وعصير لتحتفل معه بطريقتها البسيطة لحصوله علي الوظيفة.. فمد يده التقط قطعة وهو يبتسم
لها ابتسامه مهزوزة متحسرًا علي حالها، كيف لهذا الجمال وهذه البراءة تفني بسبب إعاقة.
______________
في قصر الشافعي وبالأخص بحجرة يوسف الشافعي، يستيقظ على رنين هاتفه فيلقي بوسادته أرضًا ويستقيم بجزعه ليلتقط الهاتف