ذراعها ترمق التجمع الدموي الذي به وكدمة زرقاء، تنهدت بألم ثم خرجت من المرحاض وأخذت سترتها القطنية الطويلة وأرتدتها حتى تخفي أصابها، جلست فى الردهة على الأريكة وأحضرت “طاهرة” إليها كوب من المشروب الساخن، ظلت “مسك” محلها صامتة ودموعها تتساقط على وجنتيها من حديث والدها القاسي عنها لكنها مُجبرة
على تحمله من أجل معرفة حقيقة ما حدث لتوأمها واختها “غزل”..
دلف “تيام” إلى السقيفة مُتذمرًا مما يحدث معه ولأول مرة يرفض فتاة فى عمره، رأها تجلس هناك فقال بضيق شديد من رؤية وجهها هناك وإفساد ليلته بسببها:-
-أنتِ لسه صاحية
لم تجيب عليه وظلت صامتة، تجاهلها وذهب إلى غرفته لكن أستوقفته طاهرة وقالت:-
-يا بيه..
-عايزة أيه؟
قالها بجدية لتتابع “طاهرة” بحزن شديد:-
-فى واحد غريب جه وفضل يضرب فى الدكتورة مسك…..
قاطع “تيام” حديثها الذي وقع عليه كالصدمة تقتله عندما هرع للخارج وأقترب من “مسك” حتى رأي وجهها جيدًا من شعرها المنسدل على الجانبين يخفيه ملامحها، صُدم “تيام” مما يراه، وجهها المتورم من الضرب وأحمر كقطعة فحم مُلتهبة من النار، فقال بأندهاش:-
-مين اللى عمل فيكي كدة؟
-مالكش دعوة
قالتها “مسك” بغضب سافر بداخلها وتضع مكعب الثلج على وجنتها وتسيل من قطرات المياه مع إذابته من
حرارتها، تحدث “تيام” بغضب بعد جوابها الحادة ويجز على أسنانه مع حديثه هاتفًا:-
-تصدقي أنا غلطان ومتربتش أنى بسأل عليكي، يكش كان خلص عليكي اللى عملها
صعد الدرج مُتجه إلى غرفته تاركها محلها على الأريكة، أنزلت “مسك” الثلج عن وجنتها وبدأت فى البكاء بحسرة