جلست أمامه على الفراش وبدأت تطهر جرح قدمه ثم جرح جبينه فصمت شديد، تطلع بها عن قرب وعينيها لا تفارق جبينته، فتاة قوية وعنيدة لكنها ماهرة ومتقنة لعملها جدًا، تتعامل مع جروحه بلطف أكثر من لسانها ونظراتها مع الجميع، كأنها لا تعرف شيء عن الرحمة واللطف سوى فى معالجة الجروح…
تعجبت “مسك” من نظراته المسلطة عليه فنظرت إليه بصمت وهدوء، تنحنح بحرج ونظر للجهة الأخري لتضع لاصقة طبية بيضاء على جبينه وأثناء فعلها فتح الباب ودلفت فتاة روسية تحمل باقة من الورد وقالت بالروسية:-
-كيف حالك يا حبيبي؟
تبسم “تيام” إليها بعفوية وجلست جواره من الجهة الأخري ووضعت قبلة ترحيبية على شفتيه فشعرت “مسك” بتقزز فى هذا المكان لتغادر دون كلمة واحدة تتركه مع فتاته….
_______________________________
لم تظهر “ورد” من الأمس وهاتفها مغلقًا منذ أتصالها، كاد أن يفقد عقله بسبب أختفاء محبوبته هكذا ولا يعرف عنها شيء، بحث الجميع عنها فى القرية كاملة ولم يجدوا لها أثر، صرخ “زين” بهم فى بهو الفندق بانفعال شديد
من قلقه:-
-يعنى أيه؟ فص ملح وداب؟
ربتت “زينة” على كتفه بلطف مُحاولة تهدئة أخاها الذي أوشك على فقد عقله من الخوف والقل ثم قالت بهدوء:-
-أهدي يا زين أن شاء الله خير؟
حاول الأتصال بها من جديد والهاتف ما زال مُغلق تمامًا فقذف بهاتفه فى الأرض من عجزه عن الوصول إلى “ورد”…
جاء أحد رجال الأمن إليه بوجه مُرعب ومُخيف من الخوف الذي أحتله وقال بتلعثم تكاد حروفه تخرج من محلها:-