_____________________________
(مستشفي القاضي )
خرجت “مسك” من غرفة العمليات مُنهكة فى العمل، ليلًا تذهب لفحص “غزل” وصباحًا تأتي إلى المستشفي
وقليلًا ما تنام، طقطق رقبتها يمينًا ويسارًا وهى تمد ذراعيها للأمام فى حركات دائرية، طلبت قهوتها من الكافتريا ثم أنطلقت فى طريقها، رأها “تيام” وهو يدخل من المستشفي بعد أن وصل إلى المنزل وأخبرته “بثينة” أن ابنتها بالمستشفي فجاء إليها، تبسم وهو يراها تسير هناك مُرتدية زى العمليات الأخضر بنطلون وتي شيرت بنصف كم
فضفاض تدخله فى البنطلون وتضع البطلو الأبيض فوقهما، شعرها مُنسدل على ظهرها وترتدي حذاء رياضي أبيض، أخرج هاتفه ليتصل بها. رن هاتفها يقاطعها عن شرب قهوتها، أخذت رشفتها الأخيرة وألقطت بالكوب الورقي فى أول صندوق قمامة وتستقبل الأتصال من هذا الرقم المجهول فقالت بنبرة مُتعبة:-
-ألو
-أنتِ بتبلكينى يا مسك
قالها بجدية صارمة مُصطنعة، تبسمت بخفوت على صوته الذي ميزته جيدًا ثم قالت بحدة وغلاظة:-
-هو أنت؟ عايز أيه؟
تحدث بنبرة غليظة مُصطنعة وعينيه تراها أمامه:-
-هعوز منك أيه؟ أنتِ حليتك حاجة تتعاز يا مسك، والله لو في منك فايدة كنت عوزت
تأففت بغيظ شديد من كلمته وقالت ببرود شديد تكبح غضبها قبل أن تقتله:-
-دا رقمك!
أتاها صوت “تيام” عبر الهاتف وقدميه تسير خلفها عن بُعد:-
-اه
تحدثت “مسك” بحزم واضعة يدها الأخرى فى جيب البلطو الأبيض الذي ترتديه قائلة:-
-متغيرهوش تاني عشان خسارة وقتي اللى بيضيع فى البلوك مرة ثالثة
أنهت الأتصال بغضب من تصرفه ووضعت رقمه الآخر فى قائمة الحظر، وقفت أمام مكتب الأستعلامات لترى موعد الجراحات التالية لها، وقف “تيام” جوارها ووضع يده على كتفها لتمسك ذراعه وألوته بقوة لكنها صُدمت عندما رأت وجهه وتركته سريعًا، تبسم على أندفاعها وقال:-