الفراق بعد أن أعتاد عليها وحديث هذه المرأة عن العشق أخبره بحقيقة مشاعره وسبب غضبه منه اليوم وهربه من أمامها، وهذا الألم لا سبب له إلا لأنه يملك المشاعر لها، أخبرته هذه العرافة أنه عاشق حتى ولو لم ينتبه لهذا العشق والمشاعر التى بداخله ….
شعرت “مسك” بثقل على كتفه لتعلم أنه غاص فى نومه من التعب، تحركت ببطيء شديد حتى لا تقظه وأستدارت له وتضع يدها على حرجها فتنهدت بتعب وبيدها الأخري مسكت رأسه قبل أن تسقط، ظلت تحدق به بأندهاش وعقلها يتساءل عن سبب حزنه وبكاءه المفاجئ، رفعت يدها إلى وجنته كي تجفف دموعه لكنها توقفت بحزم قبل
أن تلمسه وظلت عينيها ترمقه ويدها أمام وجهه معلقة فى العدم لا تقوي على لمسه ولا ترغب بأبعادها، عالقة بالمنتصف كحرف الواو بين السماء والأرض، كان يطوقها مُتشبثًا بها كطفل صغير مُتشبث بوالدته من الخوف، أبعدت “مسك” يدها بعيدًا عنه رافضة لمسه وأستسلمت للنوم بين ذراعيه حتى لا تتحرك وتقظه ويعود للبكاء
والحزن من جديد….
أستيقظت “مسك” صباحًا لتجده غادر الفراش والغرفة كامة، ترجلت من فراشها بتعب وخرجت إلى الخارج ويدها لا تفارق خصرها المُصاب ووجدت والدتها تجهز الإفطار، بحثت عنه فى أرجاء الشقة بنظرها ولم تجد له أثر وقبل
أن تسأل أجابتها “بثينة” بجدية قائلة:-
-تيام نزل من بدري قال عنده شغل فى الغردقة ومحبش يصحيكي من النوم
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمته من رحيله دون أن يخبرها أو يودعها وقالت بتلعثم:-
-رجع الغردقة!!
أومأت “بثينة” إلى ابنتها بنعم بلا مبالاة ولا تعرف بقرار رحيله دون أن يخبر زوجته، جلست “مسك” على الأريكة بتعب وقالت بحزن لا تعرف سبب رحيله:-
-من غير ما يقولي..
فتحت هاتفها بحزن خيم على قلبها وعقلها لا تعرف سببهما، رأت رسالة من رقم مجهول لكن فور فتحها علمت أنها منه وكان محتواها