ألتف وغادر الغرفة دون أن يستمع لها أو إلى حديثها فتبسم “جابر” إلى “متولي” بسخرية من هزيمته وغادر خلف “زين”، خرج الجميع من الغرفة وتبقي “متولي” بصحبتها فقال بمكر شديد:-
-صدقتينى بقي لما قولتلك أنه عايز كل حاجة له
جلست “زينة” على مقعدها بصدمة ألجمتها من خسارة كل شيء الآن، فقط تمتلك حصة ضئيلة فى هذا المكان لتغلق قبضتها بأحكام تسيطر على غضبها ….
__________________________
ذهب “تيام” إلى ملهي ليلي وأرتشف الكثير من الشراب والخمر غاضبًا من هذا الشعور الذي أصابه، حاولت فتاة
تعمل بالمكان التقرب منه فتبسم إليه وحاول مبادلتها الرحب فى الحديث لكنه لم يشعر بضربات قلبه التى أزعجته سابقًا، بل شعر بوخزات فى قلبه تفتك بـ صدره كأنه يعاقبه على خيانة “مسك”، أبعد يد الفتاة عنه بأغتياظ وغادر المكان شاردًا ويسير فى الطرقات وحيدًا مُستمتعًا بنسيم الليل ربما يقتل ثمالته ويعيده إلى وعيه، يتأرجح جسده
من السُكر لكنه ما زال يفكر فى غضبه عندما رأها تبتسم إلى أخر وخفقان قلبه من قربهما والنظر إليها والشعور بأنفاسها كاد أن يفقده صوابه، جلس على الرصيف قرب النيل مُستسلمًا لهذا الشرود حتى سمع صوت سيدة عابرة من جواره:-
-محتار ليه يا ولدي
فتح عينيه وكانت سيدة مُسنة تتكئ على عصا من جذع شجرة وتسير بطريقة فوضوية، جلست جواره فقال “تيام” بعبوس:-
-محتار من نفسي، مبقتش عارف هى عايزة منى أيه؟
تبسمت السيدة إليه وقالت:-
-هو العشق كدة يا ولدي يحير ويتعب القلب
أعتدل فى جلسته بأندهاش من كلمتها الأولى وحدق بها بذهول ثم قال:-
-العشق!!
أخذت السيدة راحة يده ونظرت إلى باطنها ثم قالت بخفوت ونبرة هادئة:-
-طريقك صعب ومليان مخاطر بس هى واقفة فى ظهرك وهي بس اللى هتأخدك لبر الأمان