فتحت “بثينة” باب الشقة ودلفت أولًا ثم “مسك” مُتكئة على ذراع “تيام” بحرج من وجود والدتها وبسبب مرضها وجسدها المُنهك من الجراحة، تحدثت “بثينة” بنبرة خافتة:-
-حمد الله على السلامة يا حبيبتى، نورتي بيتك
أومأت “مسك” لها بنعم وبسمة خافتة، جلست على الأريكة بمساعدة “تيام” ودلفت “بثينة” إلى غرفته، أخبرها “تيام” بتحرك المباحث للقبض على “بكر” فأومأت إليه بنعم ثم قالت:-
-شكرًا.. تيام
نظر إليها بأهتمام من ذكر أسمه، أخذت نفس عميق قبل أن تتحدث عن هذا الماضي وحدق بعينيه بشجاعة وأخبرته بما قاله “إيهاب” وأنهت حديثها بسؤال ولهجة صارمة:-
-أنت عملت كدة فعلًا؟
أتسعت عينيه على مصراعيها وهو يستمع إلى حديثها من البداية حتى توقفت بعد سؤاله ليرفع نظره إليها بغضب سافر لا يصدق هذا السؤال وقال بحدة:-
-أنا فيا كل العبر وعيوب محدش يتقبلها لكن عمرى ما دخلت فى علاقة مع واحدة غصب عنها، وبعدين ما انتِ أهو مراتي وحلال ليا أعمل معاكي اللى عاوزه لكن لمستك.. لا يا مسك، أنا بروح للى شبههى فى نجاستي و مستحيل أعملها مع واحدة بالغصب لأن وقتها مش هبقي نسوانجي وفلتان هبقي مغتصب وبنتهك عروض البنات،
تنحنحت بحرج من كلماته وتحاشت النظر له بتذمر وغضب مما تسمعه وهو يحكي عن نزواته بفخر كونه يفعلها مع فتيات وكأنه يخشي أن يكن مُغتصب لكن لا مشكلة لديه فى ان يكون زني ثم قالت بضيق:-
-أنا كنت عارفة
-بعدين البنت اللى بتحكي عنها دى كانت بتشتغل جرسونة فى الكازينو عندنا فى القرية وكل ناس عارفة حكايتها
وأنها كانت ميالة للرجالة الكبيرة ومتحبش غير الرجل اللى قد أبوها … وعارفين حكايتها لما لاقوها مقتولة فى البحر روحي اسألي اى حد فى القرية لو مش مصدقاني وبعدين واحدة ميولها للعواجيز هتغير ميولها فجأة وتمشي معايا وكمان أكون أخر واحد شافها، طب ليه عشان سوداء عيوني مثلًا.. أه انا شوفتها ليلة ما أختفت بس دا عشان
كنت عايز منها مخدرات وبقولها قصادك من غير خوف عشان رغم كل القرف اللى فيا أنا مبنكرش حاجة أنا عملتها
قالها بجدية صارمة ووجه عابس مُتحاشي النظر إلى “مسك” فظلت تحدق بوجهه فى صمت دون أن تتفوه بكلمة واحدة، لا تعرف أهذه ميزة به أم نقطة لا تري وسط بحر العيوب الذي يغرق به، وقفت لكى تدخل غرفتها ليقف