أعطته ظهرها غاضبة من سخريته منها وأستهتاره، ربت “تيام” على ظهرها بلطف وقال:-
-بكلمك على فكرة… مصدقتنيش أزاى؟
-أنت أوطنتجي يا تيام، كبريائك واجعك أن فى واحدة بتقولك لا، فاكر بتصرفاتك الهبلة دى هجري أترمي فى
حضنك وأقولك أرجوك أرحم قلبي المُتيم بيك
قالتها بنبرة خافتة وعينيها مُغمضتين على وشك الغوص فى نومها حقًا من التعب، تبسم بخفة على نبرتها الخافتة
التى تحمل نومها بها وكونها صعبة المنال يزيد من إثارتها وجمالها، أيضًا كونها مُستحيلة وحرة ليست ملكًا له رغم كونها زوجته يجعلها تتسلل بداخله ببطيء شديد وتفتك بعقله، تحدث “تيام” بنبرة خافتة بعد أن أستلقي على الأرض نائمًا ببسمة عفوية على قوتها:-
-هيُتيم بيا يا مسك وهيجي يوم تكوني لي بإرادتك
________________________
“مستشفي القاضي”
دلف “سراج” إلى مكتب “غريب” ليراه شاردة فى صورة “مسك” الموجودة على المكتب فى أطار صغير، يحدق بها بعيني مُشتاقة إلى ابنته لكن عقله ييفتك به الوجع والخذلان من تصرفات ابنته التى تزوجت دون علمه وفى ليلة
وضحاها، أعتبره غير مرئي ولا أثر لوجوده فى حياتها لذا عاقبها بنفس الطريقة وجعلها خارجة حياته لكنه ما زال يشتاق إليها ولرؤيتها أمامه تعانده وتتحداه بقوتها وشجاعتها، شخصيتها القوية التى تتمرد على الأطباء عندما تختلف معهم فى الرأي، تنحنح “سراج” بلطف ليقطع شروده وترك الصورة من يده على المكتب من جديد ومسح
غرغرة عينيه بأنامله وقال:-
-فى حاجة يا سراج؟
تطلع “سراج به بشفقة وحزن ثم قال مُستاءًا من قسوته على أبنته:-
-طب أديها فرصة تكلمك وتشرح لك موقفها، حضرتك أكثر واحد عارف أنها مستحيل تعمل كدة من فراغ وبدون سبب وأكيد عندها سبب وقوي كمان خلاها تعمل كدة
لم يجيب عليه “غريب” بل تجاهل الحديث عن “مسك” تمامًا وقال:-