كوب من الأعشاب الساخنة تحيطه بيديها الأثنين، ظل يحدق بها بحيرة من أمره ودموعها ما زالت لم تجف بعد على فراق أختها و”طاهرة” جالسة أمامها على الأرض تواسيها …
تجاهلها وصعد إلى غرفته فى صمت وحيرته تقتله لا يفهم سبب تصرفاته، نظرت “طاهرة” إليه بأندهاش من
عودته باكرًا عن المعتاد ثم قالت:-
-ليكون عيان دا عمره ما عملها ورجع قبل الصبح!!
أبعدت “مسك” الشال عن قدميها لتضعه على ظهرها وذراعيها، صعدت بهدوء إلى غرفته وطرقت الباب برفق ولم تدخل حتى سمعته يقول:-
-أدخلي
دلفت “مسك” للغرفة فرأته مُستلقي على الفراش بملابسه بتعب مُنهكًا من التفكير، رفع رأسه عن الفراش كي ينظر إليها فرأها تحمل فى يدها صندوق الإسعافات الأولية ليبتسم بعفوية عليها وقال:-
-مش قولتلك مبتقدريش تشوفي مريض قصادك
عاد برأسه للخلف بحيرة من هذه الفتاة، جلست جواره وفتحت زرين من قميصه من الأسفل وبدأت تطهر جرحه الذي بدأ يلتئم ويشفي، عقلها شاردًا أتخبره بتهديد “بكر” لها بأذيته أم تلتزم الصمت فما زالت العلاقة بينهم لا تسمح لها بهذا وتذكرت ما حدث صباحًا فتنحنحت بحرج، تمتمت “مسك” بهدوء:-
-أنا أسفة
رفع رأسه وجسده مُتكئ على مرفقه بأندهاش من أعتذارها الذي يسمعه لأول مرة منها، هذه الفتاة القوية لم تعتذر لأحد من قبل لكنها فعلت اليوم بسبب حزنها وغيمة الفراق التي أحتلت عقلها وقال:-
-دا من أيه؟
تحاشت النظر إليه بحرج وأغلقت يديها على الشال الصوفي بأرتباك من عينيه وقالت:-
-عشان اللى حصل الصبح، أنا كنت مصدومة بس و…