أشارت إليه بنعم بتكفل وحذر شديد فأدرك أن هناك الكثير من الأشياء التى كُسرت بهذه الفتاة حقًا، رغم قتل الشاب الذي قبض عليه بجريمة ما فعله بها لكن هذا لم يصلح ما كُسر بها، بعض الأشياء عندما تُكسر لا تُصلح مرة أخرى مهما كان ثمن الإصلاح ..
________________________
فتحت “مسك” عينيها من التعب وكانت جالسة على الأرض قربه أمام البحر ورأسها على كتفه يحيطها بذراعه، أبتعدت عنه بضعف شديد أصابها لينظر إلى وجهها وقال:-
-أنتِ كويسة؟
لم تجيب عليه، تنحنح “تيام” بقلق ثم قال بفضول:-
-قالك ايه الراجل دا عشان توصلي للمرحلة دى؟
أخذت نفس عميقًا وعادت للبكاء من جديد ليتحدث “تيام” بتعجل وسرعة يحاول منعها من العودة للبكاء:-
-خلاص خلاص متقوليش حاجة بس متعيطش
وقف لكي يغادر تاركها وحيدة مع ضعفها فعقلها لم يتحمل هذا الضعف منها لكنه توقف عندما سمع صوتها
المبحوح تقول بخفوت:-
-أنا موافقة أكمل السنة معاك
ألتف إليها بصدمة أصابته فتابعت بهدوء يحدق بها مذهولًا من قرارها:-
-بس تساعدنى
جلس من جديد جوارها بتهكم وعقله حائرًا والفضول يقتله أكثر حول ما قاله “سراج” لها حتى غير رأيها بهذه البساطة واللين، بدأت “مسك” تتحدث ودموعها تسيل على وجنتيها:-
-أنا باباي مطلق مامتي من 20 سنة وكل واحد منهم قاطع كل الصلة مع التاني وكان عندي أخ أكبر مني، ماما أخذته معها لما مشيت وأصحاب السوء عرفوه طريق المخدرات ومرة واحدة مات وعرفنا أن سبب الوفاة هو جرعة زيادة من المخدرات لكن ماما مصدقتش دا وأصرت أنه أتقتل وكان عندي أخت توأم…
جهشت فى البكاء مع ذكر “غزل” أكتر وبدأت ترتجف بقوة وطأطأت رأسها للأسفل ليربت “تيام” على كتفها بلطف وقال بجدية:-
-أهدئي طيب، متحكيش لو الكلام هيتعبك