-أطال الله فى عمرك، أتوفيت من يومين ومكنش ينفع تعرفي الخبر من التليفون …..
قاطعه سقوط “مسك” على الأرض من هول الصدمة وبدأت تلهث بصعوبة وأنفاسها تكاد تنقطع من فراق أختها، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة قتلتها للتو من موت أختها وسالت دموعها بقوة الفيضان بل إعصارًا هجم
على قلبها وروحها أغرقهما فى أوجاعه وحزنه، هرع “تيام” إليها بخوف بعد أن سقطت على الأرض تبكي وتنتفض على غير المعتاد من قسوتها وقوتها ليقول بجدية:-
-أنت مين؟
نظر “سراج” إلى “مسك” المنهارة على الأرض رغم هدوءها وصوت بكاءها المكبوح بداخلها تكتفي بدموعها المنهارة، تجاهل “تيام” عندما جثو على ركبته وقال بلطف:-
-دكتورة مسك أنا …
لم يكمل كلمته عندما اتكأت “مسك” على ذراعها ووقفت من مكانها وبدأت تركض فأستدار “تيام” خلفها وبدأ يركض بقوة وراءها رغم أصابة خصره ومع ذلك لم يكترث لشيء سوى اللحق بها ولا يتركها وحدها بهذا الضعف، وضع يده على جرحه ولم يتوقف لحظة واحدة عن الركض خلفها، ظلت تركض بعيدًا لا تعلم إلى أين تأخذها قدميها
لكنها تركض خلف ذكريات “غزل” التى همشت قوتها وصمودها وتقتل عقلها، غادرت الفندق ركضًا لتسقط على الأرض من التعب المنهك بقلبها وبدأت تضرب صدرها بقوة من الألم ونيران الفراق تحرقها بقسوة من القدر ، تبكي
تاركة العنان لصوتها المبحوح أن يخرج من حنجرتها وتأني وجعًا وجزنًا، توقف “تيام” خلفها يراقبها وهى تجهش فى البكاء بضعف شديد وإنكسار وصوت شهقاتها يخترق أذنيه، لا يفهم ماذا قال هذا الرجل لها حتى وصلت لهذه المرحلة؟، وقف يراقبها من بعيد وهى جالسة على ركبتيها وتضرب صدرها بقوة
وتصرخ باكية، جسدها ينتفض من الفراق لكنه لم يصمد كثيرًا فى المراقبة ، ذهب إليها وجثو على ركبتيه أمامها، تطلع بها وهى تنظر إلى الأرض وتضرب صدرها، مسك قبضتها التى تهمش صدرها من الوجع بحنان منه فسابقًا رفض رؤيتها باكية مُحافظًا على كبريائها أمامه لكن هذه المرة لم يقوي “تيام” على رؤيتها بهذا الإنكسار، وضع يده