-مبروك يا حبيبتي !
رمقته “إيمان” بطرف عينها و قالت :
-الله يبارك فيك ..
علت زاوية فمه بابتسامةٍ شريرة و هو يستطرد بكلماتٍ جمدت الدماء بعروقها :
-أوعدك إنك هاتشوفي معايا إللي عمرك ما شوفتيه.. هفاجئك. و هاتعرفي أنا أد إيه بحبك و بعشقك !
كانت كلماته لطيفة كما يبدو، لكنها لم تشعر بها على هذا النحو أبدًا.. خافت، و لم يخبو خوفها منذ تلك الليلة أبدًا …
*****
لمّا فتحت “إيمان عمران” عينيها، و هي امرأة في الثانية و الثلاثين من عمرها، وجدت أمها توقظها بلطماتٍ خفيفة على وجنتيها الملتهبتين …
-إيمان. إنتي نمتي تاني يا حبيبتي.. إنتي تعبانة أوي و لا إيه ؟ أتصل بالدكتور !؟
أجبرت “إيمان” نفسها على الصحوة و نظرت لأمها بتركيزٍ مضنٍ، ثم قالت مصارعة لهجة النعاس و هي تعتدل في فراشها :
-أنا كويسة يا ماما.. ماتقلقيش. بس راسي تقيلة إنهاردة. عادي يعني مستكترة عليا أريح يوم في السرير ؟
مسحت “أمينة” على شعرها قائلة بتعاطفٍ :
-لأ يا حبيبتي. ريّحي زي ما تحبي.. أنا بس بقلق عليكي. و اليومين دول بالأخص أحوالك مش عجباني !
صدق حدس الأم
التي شعرت بحالة الأكتئاب المسيطرة على إبنتها …
ابتسمت “إيمان” بصعوبة و قالت محاولة طمئنة أمها :
-أنا كويسة يا ماما !
هزت “أمينة” رأسها غير مصدقة ادعائها، لكنها لم تسهب فيه أكثر و قالت لها بترددٍ :
-في خبر مهم من ناحية عمتك راجية.. تحبي تسمعيه دلوقتي و لا بعدين !؟
عبست متسائلة في الحال :
-خير يا ماما. قولي ؟
تنهدت “أمينة” حائرة كيف تصوغ ذلك، إلا إنها حاولت :
-مالك ابن عمتك !