إنقطع صمت و سكون البيت بصراخ الطفلة الباكية لحظة أن استيقظت و لم تجد أمها في الفراش بجوارها، اقتحمت “أمينة” الغرفة مذعورةً على صوتها، و لكنها ازدادت هلعًا حين رأت ابنتها مكوّمة أمام الفراش
ظنّت أنها فقدت الوعي كما هو حالها دائمًا عندما تُصاب بتعبٍ نفسي، هبّت “أمينة” إليها، جثت إلى جوارها و أمسكت بها صائحة :
-إيمــاااااان. مالـك يابنتي حصل لك إيــه.. إيمـااااااان !!!
كانت استجابتها أسرع مِمّ توقعت، فقد إنفتح جفناها و نظرت بعينيّ أمها، زفرت “أمينة” بارتياحٍ بينما تمتمت “إيمان” :
-إيه يا ماما.. في إيه مين بيزعق كده !؟
أمينة بتوبيخٍ : إنتي إللي بتعملي إيه على الأرض إيمان. إيه منيّمك بالشكل ده وقّعتي قلبي !!
كانت الصغيرة “لمى” قد نزلت عن السرير و جاءت لتجلس بحضن أمها، استقبلتها “إيمان” محتضنةً إيّاها و هي تجلس بمساعدة أمها التي لامست عرضيًا جبينها الملتهب :
-يا لهوي ! إنتي سخنة مولعة كده ليه !؟؟؟
كانت أسئلتها الملتاعة كثيرة، لكن الأخيرة عمدت إلى تهدئتها بأقصى ما استطاعت :
-اهدي يا ماما أنا كويسة. كل الحكاية إني دخلت استحميت قبل ما أنام و قعدت شوية هنا لحد ما شعري ينشف. ماحستش بنفسي باين نمت مكاني !
نهرتها “أمينة” مجددًا :
-إيه تصرفات العيال دي ؟ عجبك يعني تاخدي برد و كمان باين إمن هدومك منديّة. إنتي بلّيتي نفسك و لا إيه !؟؟
غمغمت “إيمان” بنفاذ صبر :
-يا ماما قلت لك مافياش حاجة. أنا هقوم أفطر و أشرب حاجة سخنة و هابقى كويسة.. خلاص لو سمحتي بقى !
أذعنت “أمينة” لإرادة إبنتها و كفّت لسانها، لتسألها “إيمان” تاليًا :