قهقه بشرٍ و هو يقول محملقًا بشفاهها الفريدة التي لا يكف عن اشتهاء مذاقها يومًا :
-عرفتي إنك ضعيفة لوحدك يا إيمان. و إني أقدر و حالًا أخضِعك ليا و تنفذي كل إللي أنا عايزه ؟
أومأت له و أقرّت بخزي :
-أيوة. أيوة عندك حق.. أنا ضعيفة. و لو ضغطت عليا أكتر من كده مش هاتردد و هاغلط تاني. بس أنا مش عايزة أغلط يا مراد. أرجووووك
ازدرد ريقه و هو يجيل بسبابته على شفتيها المكتنزتين، بينما يفك بيده الأخرى أزرار البيجامة التي ترتديها أسفل
الشال الذي سقط في هذه الأثناء عند قدميها، و الآن وقفت عاجزة بين يديه و صار هو ضامنًا استسلامها، و لعله لم يهتم بقضية التوبة التي أخبرته عنها ؛
إذ أحسّ بحواسه تتضخم لحظة أن كشف عن جزء من بشرتها الغضّة أمام عينيه، لم يتمالك نفسه و لم يردعها و
يده تمتد لتلمس توأميها المعتقلين بقوة في حمالةٍ سوداء أبرزت صفاء و نصاعة جلدها الناعم المشدود
أطلق سبّة خافتة و هو يرتمي عليها مقتطفًا من فمها تلك القبلة التي قاومها منذ أن رآها من جديد، لا يصدق.. إنها “إيمان” حبيبته
الفتاة التي أحبّها في مراهقته و جعلها امرأة في مطلع شبابه
إنها بين ذراعيه مرةً أخرى
تحت سيطرته كما كانت دومًا
إنها الغواية التي لا تقاوم و هو ليس نبيًا
ها هي تناجيه بكل ذرة في كيانها حتى و لو لم تنطق بلسانها، سمع خفقان قلبه الشديد و كذا تنفسه الثقيل، ابعد وجهه و مال ليقبّل عنقها مغمغمًا بشبقٍ لا رادع له :
-أنا أول واحد لمس الجسم ده. إنتي ملكي أنا إيمان. إسمي محفور جواكي و لا يمكن يتمحي.. ف توبة إيه إللي بتتكلمي عنها ؟ إنتي ماتقدريش تقولي لي لأ !
كانت وجنتاها ملتهبتين و عيناها تفيض بقطرات دموع كبيرة لم تذرف مثلها قط، كانت تتململ بلا حول و لا قوة و
هي ترد عليه بصوتٍ باكي :
-مش هقولك لأ.. لكن أقسم بالله. بعدها مش هاعيش عشان أشوف صبح جديد. هاموت نفسي و أرتاح من العار ده كله.. انت عاري في الدنيا و الآخرة يا مراد. عمري ما هسامحك. أبدًا !!!