لكنها دفعته بكفها و دخلت رغمًا عنه، أغلقته من ورائها و وقفت قبالته عاقدة ذراعيها أمام صدرها
تنظر إليه شزرًا، بينما ينظر إليها بمزيج من السخط و الألم …
-عايزة مني إيه يا إيمان ؟ .. سألها “مراد” بغلظةٍ
-أنا شبعان حوارات و مش حمل ضغط منك إنتي كمان. مش هايكون حلو لا ليا و لا ليكي و أنا بحذرك !!
قست ملامحها الآن و هي تقول بحدةٍ :
-مانخليش دماغك دي تسافر بيك يا مراد.. أنا مش جاية أتمسّح فيك. أبدًا.. أنا جاية أفرح. و أشمت فيك
حدجها بنظرةٍ تتأرجح بين الذهول و الغضب، فأومأت مؤكدة بتشفٍ :
-أيوة.. جزاء ما عملت فيا و سيبتني. إتعمل فيك نفس الفصل.. و لسا يا مراد. و لا كنت مفكر إنها هاتعدي كده ؟ ده ربنا اسمه العدل !!
كان يصغي إليها و لا يزال غاضبًا، و بحركة أجفلتها فجأةً رمى بطول ذراعه بقنينة المشروب، فاصطدمت بالحائط و لطخته بسائل أحمر قانٍ ؛
-إنتي جاية تحاسبيني على غلطة حصلت من 13 سنة ؟ .. إيـــه.. متخيّلة إنها غلطتي بس ؟ إنتي كمان شريكتي في الغلط ده. إنتي سبتي لي نفسك برضاكي يا إيمـان …
احتقن وجهها بالدم و هي ترفع يديها تصك أذنيها مغمغمة بصراخٍ :
-اسكـــت.. اسكــــــت !!!!
لم يستمع لها و أضاف بنظراتٍ مسعورة تدعم لهجته الغليظة :
-ليه مارفضتيش ساعتها. ليه سبتي نفسك للنهاية. لآخر لحظة. المفاجأة إللي إنتي نفسك مش عايزة تعترفي
بيها.. إنتي إللي كنتي عايزة كده. الراجل بيفهم لما واحدة بتنده له. و إنتي يا إيمان. إنتي كل شبر فيكي كان بيصرخ باسمي و أنا لبّيت.. إنتي إللي ضعفتي مش أنا
تسرّب النشيج من بين شفاهها و هي تنوح و تسيل دموعها الساخنة بغزارة :
-حرام عليك.. كفاية… أسكـــت !!
بقيّ صدره يعلو و يهبط و قد شعر بوخزة من الأدرنالين تندفع من معدته لبقية أعضاؤه، فقال بلهاثٍ و هو يتحرك صوب باب الشقة ليغلقه بالقفل :