اختارها بمحض إرادته و جعلها زوجته من بين عشرات الفتيات، حتى أنه فضّلها على المرآة الوحيدة التي أحبها من أعماقه و لبث سنوات يقنع نفسه بالعكس، لماذا ؟
لأنها استسلمت له، لأنها منحته كل شيء مرةً واحدة و من دون ترددٍ، قال في نفسه ما فائدة الزواج.. إن كان قد
أخذ ما يريد من دونه !
ما فائدة أن يرتبطا و هما قد ارتبطا بالفعل.. حتى و لو تمت العلاقة بينهما مرة… لكنه نالها و انتهى
الفاكهة المُحرمة لقد حقق مآربه و تذوّقها، ما حاجته لامتلاكها و قد امتلكها.. تلك كانت مبرراته.. كان مقتنعٌ بها،
لكن هل لا يزال !؟؟
لقد وجد نفسه فجأة في الخلاء، مجرّدًا من كل أسلحته و دفاعاته، بعد أن تخلّت عنه الأخرى التي إلتمس فيها السلوى و العشق أيضًا.. اتضح بأنها لا تحبه أبدًا… لقد أقتص القدر لحبيبته الوحيدة منه بفعلة زوجته التي طعنت
رجولته في الصميم، لقد أخذت بثأرها بالفعل، ليتها تدرك ذلك !!
يتوقف “مراد” أمام حانة شهيرة بوسط المدينة، ترجل من سيارته و أغلقها بضغطة زر، ثم مضى نحو الواجهة المضيئة الملوّنة، دلف إلى الداخل و هدفه واضح و محدد من البداية، لن يذهب إلا و هو يترنّح من الثمالة …
*****
بقيت واقفة خلف باب غرفتها الموارب، تستمع إلى حديث أخيها و والدتها بالغرفة المجاورة، كانت ترتجف لشعورٍ غريب لا تفهمه يعتمل بصدرها …
-يعني خلاص ماعادي في رجوع ؟
-رجوع إزاي بس يا أمي. ما قلت لك طلّقها 3مرات. مافيش رجوع.. هو بقى لازم ينسى الموضوع ده و يشوف حاله
-يشوف إيه يابني انت أصلك مش عارف.. بيحب مراته يا أدهم
-طليقته. طليقته يا أمي.. أنا عارف إنه بيحبها. و عارف إنها صعبة عليه. لكن خلاص السهم نفد. و دي حدود الله. لازم يقتنع و يشيلها من دماغه نهائي
-طيب هو فين ماجاش معاك ليه !؟
-وصلّني و قال هايلف شوية بعربيته يجيب شوية حاجات. أنا طبعًا عارف إنه مخنوق و محتاج يروّح عن نفسه. عشان كده سيبته يعمل إللي عاوزه.. هايروح فين. شوية و هايرجع ماتقلقيش