قطبت الأخيرة حاجبيها و هي تشير ناحيتها بذقنها :
-إنتي معيطة و لا إيه يا إيمان !؟
لم تنكر “إيمان”.. لكنها اختلقت كذبة و هي تكفكف دموعها بظاهر يدها :
-أيوة. شوية.. أصلي افتكرت سيف الله يرحمه. وحشني أوي يا مايا !
تأثرت “مايا” كثيرًا و دلفت إليها، بدون مقدمات عانقتها و شاطرتها حزنها المفتعل متمتمة بحزنٍ شديد :
-إنتي عارفة كل ما بيوحشني بعمل إيه ؟ ببص في عيون لمى. و بحضنها جامد. لمى حتة من سيف يا إيمان.. لمى
هي سيف. مش بيقولوا إللي خلّف مامتش !؟
تنهدت “إيمان” بحرارة، و ابتعدت عنها “مايا”.. ابتسمت لها و دعتها ثانيةً :
-يلا عشان الغدا. كلنا ماستنيينك !
بادلتها “إيمان” الابتسامة و قالت :
-حاضر.. بس أنا مضطرة أمشي بعد الغدا علطول. لازم أرجع البيت
مايا باحباطٍ :ليه كده بس يا إيمان.. هو لحقنا نشبع منكوا ؟؟
إيمان متأسفة : معلش يا مايا. ماما تعبت و سلاف كلمتني من وراها.. لازم أكون جمبها !
*****
جلس كلًا من “عثمان” و “صالح” إلى مقعدين متجاورين، بينما يجلس مقابلهما ذلك الرجل المهيب ذو اللحية السوداء الكثة المشذبة بعناية، و “مراد” الذي ما زال صامتًا حتى الآن و لم ينطق بحرف …
هذا السكون الثقيل قد بدأ يوتر الأجواء، حتى أن بعض تململ أصاب “صالح” و شعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من فقدان سيطرته على نفسه.. إلا أن صوت المدعو “أدهم” سرعان ما برز قالبًا موازين الجلسة إلى صالحه فقط …
-منورين مكاني المتواضع يا سادة ! .. قالها “أدهم” بصوته القوي مزيدًا الترحيب بضيوفه